تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أهمية اللغة العربية في فهم القضايا القرآنية]

ـ[نور الإندونيسي]ــــــــ[25 Aug 2010, 10:14 م]ـ

من مميزات اللغة العربية في نظر الدين الإسلامي أنها لغة القرآن الكريم ولغة السنة النبوية الشريفة، وأن القرآن صار معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم بلغته البديعة وأسلوبه المباين لسائر الأساليب المألوفة عند العرب قاطبة، وقد ثبت أن العرب عند نزول القرآن كانوا فرسان البلاغة وأرباب البيان وقد بلغوا قمّة البلاغة وذروة الفصاحة حتى إنهم ارتجلوا الشعرَ ارتجالا، وكانت اللغة سليقتهم.

وكان العرب قد بلغوا لعهد القرآن مبلغهم من تهذيب اللغة ومن كمال الفطرة ومن دقة الحسّ البياني حتى أوشكوا أن يصيروا في هذا المعنى قبيلا واحدا باجتماعهم على بلاغة الكلمة وفصاحة المنطق. ([1] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn1)) وكان العرب في ذلك الزمان لا يُهنّؤون إلا بشاعر ينبغ أو غلام يولد أو فرس تنتج؛ لأن الشعر ديوانهم والقبيلة يفتخر بالشاعر منهم، والغلام سيكون مدافعا عن قبيلتهم بالقتال ونحوه، وكان الفرس سلاحا عسكريا فهو بمنزلة الصاروخ الحربي هذا اليوم.

وقد كان من عاداتهم أن يتحدى بعضهم بعضا في المساجلة والمقارضة بالقصيد والخطب، ثقة منهم بقوة الطبع، ولأن ذلك مذهبٌ من مفاخرهم يستَعْلون به ويذيع لهم حسن الذكر وعلوّ الكلمة وهم مجبولون عليهم فطرةً. ([2] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn2)) وكانوا يعلّقون أشعارهم على الكعبة إذا كانت بالغةً من الجمال والحلاوة حتى عرفت اليوم ما يسمى بالمعلقات السبع، ويدل هذا على أن الفصاحة والبلاغة في الشعر عندهم كانت مفخرة لها قدسية قريبة من قدسية أصنامهم حيث وضعوها حول الكعبة كما وضعوا آلهتهم.

أنزل الله القرآن في هذه الحالة متحدّيا لهم بأن يأتوا بمثل القرآن فعجزوا عن ذلك، قال تعالى ?أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ? [الطور: 33 - 34] وتحداهم الله بأن يأتوا بعشر سور مثلَ القرآن فعجزوا، قال تعالى ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? [هود: 13] ثم تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة أو مثلها فعجزوا عن ذلك أيضا وهو أقلّ القدر المعجز من القرآن، قال تعالى ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ? [يونس: 38].

يرى المؤرخون أن اللغة العربية هي أم اللغات وأقدمها، منها انبثقت لغة السريانية وهي الآراميّة يقول الآلوسي: أخرج ابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس أن آدم عليه السلام كان لُغتُه في الجنة العربيةَ، فلما أكل من الشجرة سلبها فتكلم بالسريانية فلما تاب ردّها الله تعالى عليه، وقال عبد الملك بن حبيب: كان اللسان الأول الذي هبط به آدم عليه السلام من الجنة عربياً إلى أن بعُد وطال العهد حُرّف وصار سريانياً وهو منسوب إلى أرض سورية وهي أرض الجزيرة. وبها كان نوح عليه السلام وقومه قبل الغرق، وكان يشاكل اللسان العربي إلا أنه محرّف. ([3] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn3)) وقيل إن اللغة العربية والسريانية والعبرية من أصل واحد وهي لغة ساميّة، نسبة إلى سام بن نوح، ولا يهمنا تحقيق هذه القضية هنا.

ويعلم كل الناس أن القرآن نزل بلغة العرب، يقول الله تعالى ?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ? [يوسف: 2] يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض وابتدئ انزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان فكمل من كل الوجوه. ([4] ( http://tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_edn4)) ويقول الله تعالى في سورة أخرى ?إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ? [الزحرف: 3].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير