[الاحتجاج برؤية النبي صلى الله عليه وسلم (ما موقف المفسرين)]
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[23 Aug 2010, 07:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
شغلتني قضية الاحتجاج برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، وأتمنى معرفة رأي المفسرين في هذه المسألة؟
وهذه نقول جمعتها، وفي انتظار ما تثرون به الموضوع بارك الله فيكم.
ورد في تفسير القرطبي:
واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم، قال أبو عبيد: سمعت أبا نعيم القارئ يقول: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بقراءة أبي عمرو فلم يغير علي إلا حرفين، قال: قرأت عليه " أرنا " فقال: أرنا، فقال أبو عبيد: وأحسب الحرف الاخر " أو ننسأها " فقال: " أو ننسها ".
وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا علي السري يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يارسول الله! روي عنك أنك قلت: " شيبتني هود ".
فقال: " نعم " فقلت له: ما الذي شيبك منها؟ قصص الأنبياء وهلاك الأمم! فقال: " لا ولكن قوله: فاستقم كما أمرت ".
قال ابن حجر:
وَيُؤْخَذ مِنْ هَذَا مَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيه عَلَيْهِ أَنَّ النَّائِم لَوْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرهُ بِشَيْءٍ هَلْ يَجِب عَلَيْهِ اِمْتِثَاله وَلَا بُدّ، أَوْ لَا بُدّ أَنْ يَعْرِضهُ عَلَى الشَّرْع الظَّاهِر، فَالثَّانِي هُوَ الْمُعْتَمَد كَمَا تَقَدَّمَ.
قال العلامة محمد صديق خان:
ولا يخفاك أن الشرع الذي شرعه الله لنا على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد كمله الله تعالى:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
ولم يأتنا دليل على أن رؤيته صلى الله عليه وسلم في النوم بعد موته صلى الله عليه وسلم إذا قال فيها بقول أو فعل فيها فعلا يكون دليلا وحجة.
إلى أن قال:
وبهذا تعلم أن لو قدرنا ضبط النائم لم يكن ما رآه من قوله صلى الله عليه وسلم أو فعله حجة عليه ولا على غيره من الأمة." أهـ
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Aug 2010, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة أم عبد الله على مشاركتك واسمحي لي بملاحظة من فضلك:
إن مسؤولية كل عضو ما أعضاء الملتقى أن يضع مشاركته في القسم المناسب لها وأرى أنك ربما عن غير قصد وضعت مشاركتك في الملتقى التقني وهي لا تتناسب معه مطلقاً ونحن نقدر انشغال المشرفين ولا نريد أن نثقل عليهم بنقل المواضيع إلى مكانها المناسب لذا أرجو منك أختي الكريمة أن تراعي هذه الملاحظة في المشاركات القادمة بإذن الله.
شكر الله لك على سعة صدرك، وفقك الله تعالى لكل خير
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[23 Aug 2010, 05:46 م]ـ
قال ابن حجر:
وَيُؤْخَذ مِنْ هَذَا مَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيه عَلَيْهِ أَنَّ النَّائِم لَوْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرهُ بِشَيْءٍ هَلْ يَجِب عَلَيْهِ اِمْتِثَاله وَلَا بُدّ، أَوْ لَا بُدّ أَنْ يَعْرِضهُ عَلَى الشَّرْع الظَّاهِر، فَالثَّانِي هُوَ الْمُعْتَمَد كَمَا تَقَدَّمَ.
رأي ابن حجر ظاهر بائن في المسألة. ولا أظن أن أحداً سيقول غير ما قال أو أن يُعدّل عليه بقول آخر ليس فيه حجة. .
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[23 Aug 2010, 07:34 م]ـ
رأي ابن حجر ظاهر بائن في المسألة. ولا أظن أن أحداً سيقول غير ما قال أو أن يُعدّل عليه بقول آخر ليس فيه حجة. .
لكن إذا وجد اختلاف في المسألة الاجتهادية، فرجحت الرؤيا رأيا، وقد تساوى الرأيين عند المجتهد، فماذا يفعل؟
وهذا طبعا ما يسميه أهل العلم، دلالة الإلهام:
قَالَ اِبْن السَّمْعَانِيّ: وَإِنْكَار الْإِلْهَام مَرْدُود، وَيَجُوز أَنْ يَفْعَل اللَّه بِعَبْدِهِ مَا يُكَرِّمهُ بِهِ، وَلَكِنَّ التَّمْيِيز بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل فِي ذَلِكَ أَنَّ كُلّ مَا اِسْتَقَامَ عَلَى الشَّرِيعَة الْمُحَمَّدِيَّة وَلَمْ يَكُنْ فِي الْكِتَاب وَالسُّنَّة مَا يَرُدّهُ فَهُوَ مَقْبُول، وَإِلَّا فَمَرْدُود يَقَع مِنْ حَدِيث النَّفْس وَوَسْوَسَة الشَّيْطَان، ثُمَّ قَالَ: وَنَحْنُ لَا نُنْكِر أَنَّ اللَّه يُكَرِّم عَبْده بِزِيَادَةِ نُور مِنْهُ يَزْدَاد بِهِ نَظَرُهُ وَيَقْوَى بِهِ رَأْيُهُ، وَإِنَّمَا نُنْكِر أَنْ يَرْجِع إِلَى قَلْبه بِقَوْلٍ لَا يَعْرِف أَصْله، وَلَا نَزْعُم أَنَّهُ حُجَّة شَرْعِيَّة وَإِنَّمَا هُوَ نُور يَخْتَصّ اللَّه بِهِ مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده فَإِنْ وَافَقَ الشَّرْع كَانَ الشَّرْع هُوَ الْحُجَّة اِنْتَهَى. وَيُؤْخَذ مِنْ هَذَا مَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيه عَلَيْهِ أَنَّ النَّائِم لَوْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرهُ بِشَيْءٍ هَلْ يَجِب عَلَيْهِ اِمْتِثَاله وَلَا بُدّ، أَوْ لَا بُدّ أَنْ يَعْرِضهُ عَلَى الشَّرْع الظَّاهِر، فَالثَّانِي هُوَ الْمُعْتَمَد كَمَا تَقَدَّمَ." أهـ فتح الباري.
¥