تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أليس معنى الكيد من قبل الله تعالى أنه (لطيف لما يشاء)؟]

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:04 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى والصلا والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

[أليس معنى الكيد من قبل الله تعالى أنه (لطيف لما يشاء)؟]

كنت أستمع للشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى، يتحدث عن كيد النساء، وأن كيدهن عظيم لشدة ضعفهن ... إلى آخر ما قال.

فاستوقفني الأمر، إن هذا واقع النساء فعلا، ويزيد الأمر عند اللآتي بلا دين ولا أخلاق، ومن اشتد إيمانها أشتدت قوتها، والقرآن الكريم شاهد على ذلك، وأعود لصلب الموضوع، فبحثت في التفاسير علني أجد جوابا، طبعا لا يمكن أن أن يكون الكيد من قبل الله تعالى ضعفا سبحانه، لكن وجدت ضالتي في سورة يوسف، قال تعالى:

(((وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)))

وقال تعالى في سورة يوسف:

(((فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)))

أتمنى من اخواني الأساتذة الكرام والمشايخ الفضلاء التوجيه والتصحيح إذا احتاج الأمر، جزاكم الله الخير الكثير وبارك فيكم.

ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:41 م]ـ

أختي الفاضلة أم الأشبال

وصف الله تبارك وتعالى بالكيد من قبيل المدح، والكيد والمخادعة والمكر هي إيصال الشيء إلى الغير بطريقٍ خفي.

والكيد نوعان:قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحق، وحسن وهو إيصاله إلى من يستحقه عقوبة له، فالأول مذموم،والثاني ممدوح.

والله تبارك وتعالى إنما يفعل من ذلك مايُحمد عليه عدلاً منه وحكمة، وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب لا كما يفعل الظلمة بعباد الله.

وقوله تعالى في سورة يوسف (كذلك كدنا ليوسف) يعني:عملنا عملاً حصل به مقصوده دون أن يشعر به أحد.

ولو رجعتِ لكتاب العقيدة الواسطية شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لوجدتِ تفصيلا لذلك.

وفقك الله.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Aug 2010, 06:44 م]ـ

الكيد والمكر من الله تعالى صفة كمال فالله تعالى يكيد أعداءه ويمكر بهم، وكيده ومكره بهم جزاءٌ من جنس عملهم.

وإذا كانت صفة الكيد والمكر من المخلوق لها وجهان: وجه هو صفة نقص والله منزه عن النقص، ووجه كمال والله أحق بالكمال.

وحتى يتبين المراد أقول:

لو أن مديرا ما يحسن إلى أحد موظفيه ويحرص على نفعه بكل الوسائل ويغض الطرف عن هفواته وزلاته، ثم إن هذا الموظف يقابل هذا الإحسان بالنكران ويرد الجميل بالإساءة ويتنقص مديره ويكيد له في الخفاء والمدير مطلع على كل ذلك من حيث لا يعلم ذلك الموظف النكد ولكنه يمد له الحبل بعد أن انقطع الأمل من إصلاحه حتى يوقعه في شر أعماله.

فماذا تظنون بفعل المدير بعد أن وصل الأمر إلى النهاية ووقع الموظف في شر أعماله؟

لقد كان رجلا ذكيا حصيفا استخدام الكيد والمكر في محله فكان صفة كمال في حقه.

مثال لتقريب المعنى

ولله المثل الأعلى

" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Aug 2010, 08:15 م]ـ

أختي الكريمة والفاضلة صاحبة المغفرة جزاك الله خيرا على ما أضفتي.

وجزاك الله خيرا أخي أبا سعد الغامدي على ما أضفت.

وللتوضيح:

أنا مؤمنة بقوله تعالى:

" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "

ولم أقصد أن أنفي ما توهمتم أني أريد نفيه.

فقط أردت أن أشير إلى أن الخلق لضعفهم يكيدون مما كتبت وما أوصلني إليه التدبر. وأن الله تعالى كيده دليل على قوته وعظمته، ولا يمكن أن يكيد إنسان كما يكيد الديان.

وأود أن أضيف، أن ما رأيته من خلال الآيات الكريمة والله أعلم بالصواب، أن الله تعالى يذكر لفظ الكيد في كتابه العزيز في سياق معاقبة الظالمين، ولكن عند الحديث عن المؤمنين ترد لفظة اللطف، وهذا يدعوني للتفكير، هل هناك كيد حسن وكيد غير ذلك، أم أن الله تعالى، خاطب الظالمين بلفظ يفهمونه على سبيل الزجر والترهيب، هذا والله أعلى وأجل وأعلم.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Aug 2010, 05:59 م]ـ

ورد في هامش شرح العقيدة الواسطية لهراس:

" قرر ابن القيم في «الصواعق» أن الله تعالى لم يصف نفسه بالمكر والكيد والاستهزاء والخداع مطلقا بل على وجه الجزاء لمن فعل ذلك "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير