[كيف نحيا بالقرآن]
ـ[أم لين]ــــــــ[02 Sep 2010, 09:36 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد
هناك تساؤلات لابد من طرحها قبل البدء بالموضوع:
1. هل يمكن أن يغير القرآن حياتنا؟ هل يمكن أن نحيا حياة جديدة بالقرآن؟
2. ما درجة تدبر القرآن في تلاوتنا؟ وما مقدار الاستجابة في واقعنا العملي؟
3. هل الأهم هو الحفظ أم التدبر؟
4. هل وجدت في القرآن حلاً للمشكلات الإجتماعية والنفسية والأخلاقية؟
5. هل جربت العيش بالشخصية القرآنية؟
ما القصود بالتدبر؟
التدبر: هو التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه وإدراك معانيه.
أهمية تدبر القرآن (ما الذي يدل على تدبر القرآن):
¦ حاجة القلب إلى تدبر القرآن:
إن في القلب حاجة لا يسدها إلا ذكر الله والتلذذ بكريم خطابه، وإن فيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بكتابه، وإن فيه قلقاً وخوفاً لا يؤمنه إلا السكون إلى ما بشر الله به عباده، وإن فيه فاقة لا يغنيها إلا التزود من حِكم القرآن وأحكامه، وإنه لفي حيرة واضطراب لا ينجيه منها إلا الاهتداء بنوره.
قال تعالى {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى وموعظة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}
يقول ابن القيم – رحمه الله -: فالقلب الطاهر لكمال حياته ونوره وتخلصه من الأدران والخبائث، لا يشبع من القرآن ولا يتغذى إلا بحقائقه ولا يتداوى إلا بأدويته.
قال ابن تيميه – رحمه الله -: وحاجة الأمة ماسّة إلى فهم القرآن.
فالقلب بحاجة إلى تدبر القرآن وإلا قسى، فالله عزوجل لما عاتب الصحابة – رضي الله عنهم – في خشوع قلوبهم والتأثر بكلامه، حذرهم أن مغبة التمادي في ترك التدبر هي قسوة القلب، فقال سبحانه {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}
قال ابن القيم – رحمه الله -: فلو علم الناس مافي قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فهو أنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان، وذوق حلاوة القرآن، فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب.
¦ الثناء على من تدبر القرآن:
وردت آيات كثيرة في الثناء على من تأثر بكلام الله عزوجل، منها قوله تعالى {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}
¦ الذم لمن ترك تدبر القرآن:
قال تعالى {وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}
قال ابن كثير – رحمه الله -: وترك تدبره من هجرانه.
وقال القرطبي – رحمه الله - في تفسير قوله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن}: عاب المنافقين بالإعراض عن التدبر في القرآن والتفكر فيه وفي معانيه.
وفي قوله تعالى {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}
قال الطرطوشي: فدخل في عموم هذا من يحفظ القرآن من أهل ملتنا ثم لا يفهمه ولا يعمل به.
وفي وصف الخوارج من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال صلى الله عليه وسلم: (يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم).
قال ابن حجر – رحمه الله -: المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم، لا يصل إلى حلوقهم فضلاً عن أن يصل إلى قلوبهم، لأن المطلوب تعقله وتدبره بوقوعه في القلب.
هل يعذر المسلون بترك تدبر القرآن؟
قال القرطبي – رحمه الله – في قوله تعالى {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}: حث على تأمل مواعظ القرآن، وبيّن أنه لا عذر في ترك التدبر، فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة متشققة من خشية الله، وأنتم لا ترغبون في وعده ولا ترهبون من وعيده.
واستنبط القرطبي من قوله تعالى {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب} وجوب معرفة معاني القرآن.
¦ تقديم التدبر على كثرة التلاوة:
¥