[طلب استيضاح مسألة في تفسير ابن كثير رحمه الله]
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[23 Jul 2010, 03:45 م]ـ
هذه رسالة محبة ووئام إلى علم من أعلام التفسير ألا وهو ابن كثير الدمشقي أقول له فيها
"ذكرت رحمك الله في تفسيرك لقول الله تعالى في سورة مريم (يازكريا إنا نبشرك بغلام): (وهذا دليل على أن زكريا عليه السلام كان لا يولد له وكذلك امرأته كانت عاقرا من أول عمرها بخلاف إبراهيم وسارة فإنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما)
وقلت يا ابن كثير في تفسيرك لقول الله في سورة الذاريات (وقالت عجوز عقيم): أي كيف ألد وأنا عجوز عقيم وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
فهل كانت سارة عقيما من صباها أم كانت غير ذلك؟
وصدق الله: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
ورسالة أخرى أقول له فيها: أكثرت رحمك الله في تفسيرك من ذكر مسألة الذبيح من هو؟
فلم كان هذا فلو ذكرتها في موضع واحد وأحلت بقية المواضع إليه لكان أفضل وأحسن ثم ما هي الثمرة المرجوة من هذه المسألة؟
ولكن صدق من قال " أبى الله إلا أن يكون لكتابه الكمال "
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 06:02 م]ـ
هل يمكن أن نعرف من هو صاحب المعالي الذي أتاحت له مؤهلاته العلمية أن يكتب لابن كثير وكأنه قرين له أو مناظر له في العلم؟
وعرض الاستفسار عن الإشكال بهذه الصورة يثير في النفس ما يثير
وجهل الإنسان بصنيع الإمام ليس مبررا للاعتراض عليه
فضلا عن أن كل صاحب كتاب له الحق أن يكتب كتابه بالصورة التي يراها والطريقة التي يراها أنسب ولا يسوغ الاعتراض عليه لمجرد ذلك.
وفهم مناهج العلماء في إيراد النصوص والأقوال والمسائل، وسبب تكرار المسألة الواحدة في مواطن متعددة يحتاج إلى صبر وفهم وطول معاناة للكتاب وتأدب مع العالم.
ولو تأملت سياق الكلام الأول في أنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما، والكلام الثاني في قول سارة عليها السلام وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
لأمكنك أن توجه ذلك بكون الكلام الأول في الإخبار عن حالهما مقترنين بخلاف السياق الثاني لكونها تخبر عن حال نفسها وقد يجري في اقتران الكلام ما لا يجري في إفراده
وفقنا الله وإياك للصواب
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[23 Jul 2010, 07:22 م]ـ
وفقنا الله وإياك يا أبا صفوت ......
خذ الكلام على ظاهره ولا تبحث عن أمور لا يدل عليها الظاهر وكن حسن الظن بالناس يحسن الناس الظن بك
ونعود للسؤال مرة أخرى ما الثمرة المرجوة من بحث مسألة الذبيح؟
وقولك:ولو تأملت سياق الكلام الأول في أنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما، والكلام الثاني في قول سارة عليها السلام وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
لم يظهر لي معنى ما ذكرت!!!!!!
وجزاك الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:57 م]ـ
أخي الكريم صاحب الموضوع:
نتمنى أن توضح لنا غرضك من إيراده وعرضه هنا حتى نتمكن من خدمتك.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2010, 10:15 م]ـ
هذه رسالة محبة ووئام إلى علم من أعلام التفسير ألا وهو ابن كثير الدمشقي أقول له فيها
"ذكرت رحمك الله في تفسيرك لقول الله تعالى في سورة مريم (يازكريا إنا نبشرك بغلام): (وهذا دليل على أن زكريا عليه السلام كان لا يولد له وكذلك امرأته كانت عاقرا من أول عمرها بخلاف إبراهيم وسارة فإنهما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما لا لعقرهما)
وقلت يا ابن كثير في تفسيرك لقول الله في سورة الذاريات (وقالت عجوز عقيم): أي كيف ألد وأنا عجوز عقيم وقد كنت في حال الصبا عقيما لا أحبل.
فهل كانت سارة عقيما من صباها أم كانت غير ذلك؟
وصدق الله: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
ورسالة أخرى أقول له فيها: أكثرت رحمك الله في تفسيرك من ذكر مسألة الذبيح من هو؟
فلم كان هذا فلو ذكرتها في موضع واحد وأحلت بقية المواضع إليه لكان أفضل وأحسن ثم ما هي الثمرة المرجوة من هذه المسألة؟
ولكن صدق من قال " أبى الله إلا أن يكون لكتابه الكمال "
أخي الشيخ الكريم محمد اليعربي وفقه الله ...
الكمال لله سبحانه ...
1 - وبالنسبة لملحوظتك الأولى، فلعل ابن كثير أراد أن أصل الاستغراب في قصة زكريا عليه السلام أن امرأته كانت عاقراً من شبابها، ولذلك قدم ذلك في كلامه كما قال تعالى: [يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) ٍ] فقدم كون امرأته عاقراً، على كِبَرِه ..
وأما في قصة إبراهيم عليه السلام فأصل الاستغراب لكون المرأة كبيرة، وإن كانت عاقراً، ولذلك قدمت في كلامها الكبر:
- كما قال تعالى: [فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)].
- ولذلك ذكرت الكِبر أيضاً في قوله تعالى في سورة هود: [قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72)]. فاستغربت لأنها عجوز.
- وكذلك ذكر إبراهيم عليه السلام الكبر فقط في قوله تعالى في سورة الحجر: [إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُون (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)].
فهذه الآيات قد أكَّدتْ على الكبر والتقدم في السن، ولم تذكر العُقم إلا في آية الذاريات.
وإن كان هذا التخريج لا يعني عدم وجود الاختلاف بين كلام الإمام ابن كثير رحمه الله في الموضعين.
2 - مسألة الذبيح من المسائل الاجتهادية وقد مرَّ ذكر الذبيح في كتاب الله تعالى، وقد تعرض له أكثر المفسرين، فلا غرو أن يبحثه الإمام ابن كثير وهو مع كونه مفسراً مؤرخ كبير.
¥