تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تأملات في سورة العلق]

ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:17 م]ـ

إن الله يحب عباده

سورة العلق

بسم الله الرحمن الرحيماقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)

سورة تعبر بكل تأملاتها في سياق آياتها عن مدى حب الله لعبده، وتتجلى معاني الحب من خلال تعليم الإنسان أهمية الارتباط بخالقه والالتصاق به حتى لا ينشغل عنه بحب من لا ينفعه حبه، يتجلى الحب من خلال تذكير الإنسان بحقيقة وجوده وبداية خلقه في هذا الكون والتي ستعرفه بمقدار نفسه أمام عظمة خالقه وتبيان مدى تفضله عليه سبحانه منذ أن وجد في عالم اللاوجود أي في عالم الذر أو المهين، سورة أنارت آياتها بمعانيها الدالة على أهمية الإنسان في هذا الوجود وتفضيله على باقي خلقه سبحانه، وفتح الباب لسعادته الحقيقية من خلال العلم والتعلم واستخدام العقل فيما يحقق رفاهية الإنسان واستمراره في البقاء، وأهمية تثبيت وتوثيق ذلك العلم حتى تستمر الإستفاده منه للأجيال المتتالية عبر الزمان، كما صورت السورة صورة لحقيقة الإنسان الغافل عن ربه المتفضل عليه بكثير النعم وكيفية جحود الإنسان من خلال تسخير تلك النعم وخاصة قوته العلمية والفكرية للفساد في الأرض وصد المؤمنين عن دين الله، سورة أنارت قلب المؤمن بمعرفة الطريق الموصل لتلك السعادة الدنيوية وفي الآخرة من خلال ربط العبد بخالقه في كل أمر بالعمل على التواصل بالطاعة والعبادة المخلصة لله وأفضل العبادات التي يبدأ العبد بها طريق التعلق بخالقه هي الصلاة وإكثار السجود بين يديه والاستذلال على باب رحمته، ومدى انعكاس ذلك على شخصية الإنسان المتعبد بفتح مدارك العلم وزيادة نور البصيرة في القلب وارتقاء الروح وعلو في الأخلاق وسمو في صفات الشخصية من خلال انضباط جوارحها ونوازعها بما يتناسب مع شرع الله وإرادته.

فالعلقة حسب ما يقول الأصفهاني في كتاب المفردات " التشبث بالشئ، يقال علق الصيد في الحبالة، وأعلق الصائد إذا علق الصيد في حبالته، علق دم فلان بزيد إذا كان زيد قاتله، والعلق دود يتعلق بالحلق، والعلق الدم الجامد ومنه العلقة التي يكون منها الولد ".

كما جاء تعريف العلق في المعجم الوسيط:

" (العلق) النفيس من كل شيء يتعلق به القلب (ج) أعلاق وعلوق ويقال هو علق علم وهو علق الشر يحبه ويميل إليه (العلق) كل ما علق والطين الذي يعلق باليد وهو دود أسود يمتص الدم يكون في الماء الآسن إذا شربته الدابة علق بحلقها واحدته علقة والدم الغليظ أو الجامد وفي التنزيل العزيز) خلق الإنسان من علق (والقطعة منه علقة والعلقة طور من أطوار الجنين وهي قطعة الدم التي يتكون منها وفي التنزيل العزيز) هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة "

فالعلق هو شدة الإلتصاق بالشئ حتى يكاد من الصعوبة الإنفكاك عنه، فهو يلتصق به ليمتص منه غذاءه ولو انفك عنه سيفقد قدرته على البقاء أو ينقطع عنه أسباب الحياة، ومن شدة تعلقه فهو لا يكاد يرى لصغر حجمه وشدة إلتصاقه حتى أصبح كالجزء الأساسي مما علق به، والعلق هو شدة الإستمتاع بالشئ من خلال علقه أي امتصاصه فأنت تعلق أصابعك بعد أن تلذذت في تناول طعام شهي، فمن شدة حبك لذلك الطعام بعد الإنتهاء منه علقت ما بقي منه عن أصابعك.

ـ[آمال ابراهيم أبو خديجة]ــــــــ[15 Aug 2010, 07:19 م]ـ

أعظم صفات الربوبية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير