[مفهوم أصول التفسير من خلال كتاب أصول التفسير للدكتور محسن عبد الحميد]
ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[19 Aug 2010, 03:51 م]ـ
مفهوم أصول التفسير من خلال كتاب
" دراسات في أصول التفسير "
للدكتور محسن عبد الحميد.
تقديم:
كثيرة هي العلوم التي تحتاج إلى تحديد مصطلحاتها تحديدا علميا ممنهجا، بغية التوصل إلى فهمها بعمق ووعي كاملين، خاصة العلوم الاسلامية التي من بينها " علم التفسير ".
هذا العلم الذي رغم الاهتمام الذي حظي به منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الآن، لم تضبط مصطلحاته ضبطا كليا ومحكما، بل لا يزال هناك خلط في بعض مصطلحاته، خلط يظهر جليا في التداخل الحاصل بينها، وفي الصعوبات التي يجدها القارئ والباحث عند التحقق منها.
وسيهتم هذا العرض بتقديم بعض التوضيحات حول مصطلح واحد مرتبط ارتباطا تاما بهذا العلم، ألا وهو مصطلح أصول التفسير.
1 - تحديد المفهوم لغة واصطلاحا: أصول التفسير مركب تركيبا إضافيا (أصول) وهو مضاف و (التفسير) مضاف إليه، ولتحديد هذا المركب يتعين تحديد المضاف بحكم معرفتنا للمضاف إليه لسبق دراسته وتوفر تعاريفه.
أ-الأصول لغة: الأصول جمع أصل، قال ابن فارس:" الهمزة والصاد واللام ثلاثة أصول يتباعد بعضها من بعض، أحذها أساس الشيء" [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1)، وهو المقصود. وجاء في تاج العروس" ... أصل الشيء ما يستند وجود ذلك الشيء إليه ... " وقال:" أصل كل شيء قاعدته" وقال غيره: " الأصل ما ينبغي عليه غيره " [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2). وقال ابن منظور:" الأصل أسفل كل شيء ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)
من هذه المعاني اللغوية نستخلص أن الأصل عبارة عما يفتقر إليه، فهو الأساس والقاعدة وما يبني عليه غيره.
2 - الأصول اصطلاحا: أما في الاصطلاح فيطلق (الأصل) كما ورد في الكليات على: "الراجح بالنسبة للمرجوح، وعلى القانون والقاعدة المناسبة المنطبقة على الجزئيات، وعلى الدليل بالنسبة للمدلول، وعلى ما ينبني عليه غيره، وعلى المحتاج إليه، وعلى ماهو الأولى .. ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)
كما يطلق الأصل على الكتاب الذي يرجع إليه المؤلف والمصدر الذي يعتمد في تأليفه. [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn5)
في ضوء هذه التعاريف يتضح أن مصطلح "أصل" تتداخل فيه مصطلحات أخرى كالقواعد والمصدر والوجهان والدليل.
فالأصول إذن هي القواعد الكلية العامة المعتمدة، قال أبوهلال: " وحقيقة أصل الشيء ما كان عليه معتمده ". [6] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn6)
وإذا كانت الأصول هي المعتمدة، فهي بالضرورة يحتاج إليها ولا يقوم أي شيء عليها وهي الراجحة إذا وقع الترجيح بينها وبين غيرها.
وكل هذه المعاني توضح أن الأصول عبارة عن قواعد عامة جامعة ومانعة.
بناء على كل من التعاريف، يطرح سؤال، وهو ماذا نعني بأصول التفسير؟. [7] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn7)
تحديد مفهوم اصول التفسير: أصول التفسير عبارة عن القواعد العامة التي ينبني عليها التفسير ويعتمدها، وعلم أصول التفسير هو العلم الذي يبين المناهج التي انتهجها وسار عليها المفسرون الأوائل في استنباط الأسرار القرآنية عند تعاملهم مع كتاب الله. فهو إذن مجموعة من القواعد والأصول العامة الذي تبين للمفسر طرق الاستنباط، وتكشف له مراتب الحجج والأدلة من آياته الكريمة بحسب الطاقة البشرية. [8] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)
ويقسم الدكتور محسن عبد الحميد أصول التفسير إلى ثلاثة: أصول لغوية، وأصول نقلية، وأصول عقلية.
2 - أقسام الأصول:
أ- الأصول اللغوية: هي القواعد الكلية اللغوية التي استمدها علماء الأصول مما تقرر عند أئمة اللغة العربية في دلالة الألفاظ والأساليب على المعاني.
ولأن القرآن نزل بلغة العرب كان لابد لفهمه من مراعاة مقتضى الأساليب في اللغة العربية، ومراعاة أخيلتها ومصطلحاتها وقواعدها.
¥