تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الدخيل في تفسير قصة آدم عليه السلام]

ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[01 Aug 2010, 04:27 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[الدخيل في تفسير قصة آدم عليه السلام]

" الآيتان: 30، 34 من سورة البقرة "

ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ

يقول الله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون). [البقرة: 30]

عند تفسير هذه الآية الكريمة يذكر المفسرون روايات كثيرة، جاء فيها دخيل كثير،حيث جاء في تلك الروايات ما يأتي:

1ـ أن الله تعالى لما خلق السماء والأرض، وخلق الملائكة والجن، أسكن الملائكة السماء، وأسكن الجن في الأرض، فمكثوا فيها دهرا طويلا، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي، فأفسدوا فيها، فبعث الله تعالى إليهم جندا من الملائكة يقال لهم الجن، وهم خزائن الجنان، اشتق لهم اسم من الجنة، رأسهم إبليس، فكان رئيسهم، ومن أشدهم وأكثرهم علما، فهبطوا إلى الأرض وطردوا الجن إلى شعوب الجبال، وبطون الأودية، وجزائر البحور وسكنوا الأرض، وخفف الله تعالى عنهم العبادة، وأعطى الله تعالى إبليس ملك الأرض، وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة، وكان يعبد الله تارة في الأرض، وتارة في السماء، وتارة في الجنة، فدخله العجب، وقال: ما أعطاني الله تعالى هذا الملك إلا لأني أكرم الملائكة عليه، فقال الله تعالى ولجنده: (إني جاعل في الأرض خليفة)، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة ". (السراج المنير للخطيب الشربيني: 1/ 44،45)

2ـ أن الملائكة قالوا لله تعالى لما قال (إني جاعل في الأرض خليفة): " ليخلق ربنا ما يشاء، فلن يخلق أكرم عليه منا، وإن كان فنحن أعلم منه، لأنا خلقنا قبله، ورأينا ما لم يره ". (المصدر السابق: 1/ 46)

3ـ وعند قوله تعالى (فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) [البقرة: 34] تقول تلك الروايات ما نصه:

" والآية تدل على أن آدم أفضل من الملائكة المأمورين بالسجود له، وأن إبليس كان من الملائكة، وإلا لم يتناوله أمرهم ولم يصح استثناؤه منهم، ولا يرد على ذلك قوله تعالى (إلا إبليس كان من الجن) [الكهف: 50]، لجواز أن يقال كان من الجن فعلا، ومن الملائكة نوعا.

قال البغوي: وقوله تعالى (كان من الجن) أي من الملائكة الذين هم خزنة الجنة.

وقال سعيد بن جبير: " من الذين يعملون في الجنة ".

وقال قوم: " من الملائكة الذين يصوغون حلى أهل الجنة". (السراج المنير: 1/ 48،49)

بيان الدخيل في تفسير الآيات

ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ

إن ما ذكره المفسرون في هذا المقام مستمد من روايات من سبقوهم كابن جرير الطبري وغيره، ويلاحظ على هذه الروايات أن الدخيل قد تسلل إليها في أكثر من موضع على النحو التالي:

أولا: محاربة الملائكة للجن

فهذا أمر لم يرد في رواية نستطيع أن نجزم بصحتها، لأنها روايات لا تخلو من أحد أمرين:ـ

الأمر الأول: روايات ضعيفة كالتي ذكرها ابن جرير الطبري في تفسيره، حيث يقول " حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال " حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك، عن ابن عباس قال: أول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها وسفكوا فيها الدماء وقتل بعضهم بعضا، فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة فقتلهم إبليس ومن معه، حتى ألحقهم بجزائر البحور، وأطراف الجبال، ثم خلق آدم فأسكنه إياها، فلذلك قال: " إني جاعل في الأرض خليفة ". (جامع البيان في تفسير القرآن الكريم لابن جرير الطبري: 1/ 450/601)

ويلاحظ على سند هذه الرواية أنه جاء فيه بشر بن عمارة، وهو ضعيف، فقد قال البخاري في التاريخ الكبير 1/ 2/81 " تعرف وتنكر ".

وقال النسائي في الضعفاء صـ 6 " ضعيف "، وقال الدار قطني " متروك " وقال ابن حبان في كتاب المجروحين صـ 125 رقم 132 " وكان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته ". (المصدر السابق: 1/ 113)

الأمر الثاني:روايات صحيحة السند، ولكنها لا تأخذ حكم المرفوع، لأن راويها أخذها من ثقافة بني إسرائيل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير