تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تفسير المثل الأعلى (موضوع مرشح)]

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:35 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي له المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على الرسول النبي الكريم نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ورد ذكر المثل الأعلى – بهذا اللفظ - في آيتين من القرآن العظيم:

-إحداهما في سورة النحل وهي قوله تعالى: {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم}

-والأخرى في سورة الروم وهي قوله تعالى: {وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}

وقد تنوعت عبارات السلف في بيان معنى المثل الأعلى

ومن رويت عنهم آثار من الصحابة والتابعين في بيان معنى المثل الأعلى ثلاثة:

الأول: ابن عباس رضي الله عنهما؛ فروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في كتاب الاعتقاد وفي كتاب الأسماء والصفات.

وهذا تفسير بعض المعنى باللازم؛ فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء، قال ابن القيم –رحمه الله –في كتابه الصواعق المرسلة: (يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير).

وقد استدل رحمه الله بهذه الآية على تفرد الله تعالى بصفات الكمال.

الثاني: قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله

روى عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {ولله المثل الأعلى} قال: شهادة أن لا إله إلا الله

ورواه أيضاً ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الدعاء.

وروى ابن جرير من طريق يزيد عن سعيد عن قتادة أن المراد بالمثل الأعلى الإخلاص والتوحيد، وفي لفظ عنده: (مثله أنه لا إله إلا هو ولا رب غيره).

وقد نسبه أبو المظفر السمعاني لمجاهد وتبعه على ذلك القرطبي والشوكاني وهو خطأ.

الثالث: محمد بن المنكدر، قال ابن كثير: (وعن مالك في تفسيره المروي عنه، عن محمد بن المنْكَدِر، في قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأعْلَى}، قال: لا إله إلا الله).

فهذا ما علمته أُثر عن الصحابة والتابعين في تفسير المثل الأعلى.

وأكثر المفسرين على أن المثل الأعلى الصفات العليا التي تستوجب إخلاص العبادة له وحده لا شريك له، واعتقاد الكمال المطلق له جل وعلا، وأنه لا يساميه في ذلك أحد.

قال ابن جرير (ت:310 هـ): ({وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى} يقول: ولله المثل الأعلى، وهو الأفضل والأطيب، والأحسن، والأجمل، وذلك التوحيد والإذعان له بأنه لا إله غيره).

وقال في تفسير آية الروم: (وقوله: {وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى} يقول: ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدّس).

قال أبو جعفر النحاس (ت:338هـ): (وله المثل الأعلى في السموات والأرض آية، روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول ليس كمثله شيء.

وقيل: يعني لا إله إلا الله

وحقيقته في اللغة وله الوصف الأعلى).

قال أبو الليث السمرقندي (ت:375هـ): ({وَلِلَّهِ المثل الاعلى} أي: الصفة العليا، وهي شهادة أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له).

وقال الثعلبي (ت:427هـ): ({ولله المثل الأعلى} الصفة العليا وهي التوحيد والإخلاص).

وقال أبو المظفر السمعاني (ت: 489هـ): (وقوله: {ولله المثل الأعلى} أي: الصفة العليا، وذلك مثل قولهم: عالم وقادر ورازق وحي، وغير هذا).

وقال البغوي (ت:516هـ): ({وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى} الصفة العليا، وهي التوحيد وأنه لا إله إلا هو.

وقيل: جميع صفات الجلال والكمال، من العلم، والقدرة، والبقاء، وغيرها من الصفات).

وقال ابن الجوزي (ت:597هـ): (قوله تعالى: {وله المَثَلُ الأعلى} قال المفسرون: أي: له الصِّفة العُليا {في السماوات والأرض} وهي أنَّه لا إِله غيره).

والمثَل في اللغة يطلق على معانٍ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير