[(وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) لماذا اليقطين بالذات؟]
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:08 ص]ـ
الحمد لله أحمده حمدا يليق بذاته , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة , وبعد
أرحب بكم إخواني الأعزاء , وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا , وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , ... آمين.
حين وقع سيدنا يونس –عليه السلام- في محنته داخل بطن الحوت دعا ربه فقال " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فاستجاب الله دعائه على الفور حيث قال " فاستجبنا له ونجيناه من الغم " وفي آيات أخرى قال " فلولا أنه كان من المسبحين. للبث في بطنه إلى يوم يبعثون. فنبذناه بالعراء وهو سقيم. وأنبتنا عليه شجرة من يقطين. وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون. فآمنوا فمتعناهم إلى حين " الصافات.
وإذا نظرت أخي الكريم وأمعنت النظر , ثم سألت سؤالا ما هو اليقطين؟ ولماذا إختاره الله ليكون غذاء لسيدنا يونس؟
تأتي الإجابة من أهل العلم رحمهم الله , حيث قالوا أن اليقطين هو القرع , وقد اختاره الله لأن شجرة القرع تتميز بالمميزات الآتية:
1 - ورقه: يتميز بكثرته وكبره , فكان يحميه من حرارة الشمس الحارقه في هذه الفلاة التي لا زرع فيها ولا بناء يستتر به من حرارة الشمس.
2 - ورقه: أملس , صارف للذباب , فلا يحبه ولا يقربه , فكان حماية لسيدنا يونس من الذباب وأذاه.
3 - ثمره: يتميز بأنه يؤكل بمجرد أن يظهر , فلا حاجة لإنتظاره حتى ينضج , ويؤكل نيئا ومطبوخا.
4 - سهل المأخذ: فلم يتكلف سيدنا يونس جهدا في تناوله.
5 - سهل الهضم: فلا يكلف المعدة جهدا في هضمه.
6 - يمنع العطش: فلا يحتاج آكله لشرب الماء.
7 - يعدل المزاج: فيشعر آكله بالسعادة والإنسجام.
8 - يدفع الحرارة: وخاصة ماؤه , ولذلك ينصح بتناوله لمن يعاني من حمى في الجوف _ حموضة زائدة _.
فقال أهل العلم أن الله عز وجل قد جمع له في شجرة اليقطين الغذاء والمأوى والشفاء.
فالناظر في حال سيدنا يونس حينما نبذه الحوت , لوجد أنه كان يعاني من أمور ثلاث , الإعياء والعراء والهزال.
قال ابن عباس _حبر الأمة وترجمان القرآن_ رض1 كان كالطفل الرضيع , وقال ابن مسعود رض1 كان كالفرخ منتوف الريش.
وقد كان النبي _صل1_ كما في سنن النسائي يحب اليقطين , ويقول شجرة أخي يونس.
وفي صحيح البخاري عن أنس ابن مالك رض1 قال: دعى خياط النبي_صل1_ إلى طعام فوضع له خبزا من شعير , ومرقا به يقطين _وفي لفظ دباء وهو اليقطين_ فكان النبي_صل1_ يتتبع اليقطين في القصعة ويأكله , فلما رأيته منذ ذلك الحين وأنا أحب اليقطين.
فكان فضل الله على سيدنا يونس عظيما , فما السبب الذي جعل الله عز وجل ينعم عله بكل هذه النعم؟
إنه دعاء دعاه في الظلمات الثلاث , ظلمة الليل البهيم وظلمة البحر العميق وظلمة بطن الحوت , فقال " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فجمع هذا الدعاء بين الثناء والتنزيه والإعتراف بالذنب , فكانت الإجابة السريعة من الله " فاستجبنا له ونجيناه من الغم ".
وإذا تبادر إلى الذهن سؤال هل هذه كانت ليونس خاصة؟ أم هي للمؤمنين عامة؟ يأتي الجواب من الله في نفس الآية " ... وكذلك
ننج ِ المؤمنين " أي من كان على شاكلته.
ولذلك قال النبي-صل1 في الحديث الصحيح , هو دعاء ما دعى به مؤمن إلا استجيب له دعاء يونس لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
جمعنا الله على الخير والعلم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم عطيه
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:52 ص]ـ
[فالناظر في حال سيدنا يونس حينما نبذه الحوت , لوجد أنه كان يعاني من أمور ثلاث , الإعياء والعراء والهزال]
هنا يتبادر سؤال وهو لماذا اقتصر الله جل وعلا على ذكر الإنجاء من الغم ولم يتعرض لذكر الإنجاء من الإعياء والتعب والهزال؟
هل لأن الغم هو المتسبب في هذه الأمور الثلاثة؟ أو أن الغم كان أهم شيء لدى يونس عليه السلام؟
وهل يؤخذ منها أن المرض النفسي أشد على الإنسان من المرض الحسي؟
نرجو التعقيب لإثراء الموضوع وشكر الله لكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:13 ص]ـ
أرحب بك أخي عطية بين إخوانك في الملتقى ..
وأشكرك على مشاركتك الجميلة والمفيدة ..
فسبحان اللطيف بعباده، الخبير بمصالحهم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:31 ص]ـ
هنا يتبادر سؤال وهو لماذا اقتصر الله جل وعلا على ذكر الإنجاء من الغم ولم يتعرض لذكر الإنجاء من الإعياء والتعب والهزال؟
ذكر الإنجاء من الغم يشمل الإنجاء من هذه الثلاثة وغيرها مما تعرض له يونس عليه السلام، فأبرز وصف لحاله وهو في بطن الحوت أنه كان في حال عظيمة من الغم، فذكر تعالى إنجاءه منه بهذا اللفظ البديع المشتمل على إنجائه من كل ما كان سببا له من الجوع والمرض وشدة الهم وغيره ..
والله أعلم.
¥