تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

علاقة قوله تعالى: (ونقر في الأرحام) بحديث (رفقاً بالقوارير) والقراءة الجديدة للقرآن

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Aug 2010, 08:02 م]ـ

http://tafsir.net/vb/mwaextraedit4/extra/01.png

هاتفني اليوم أخي العزيز الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله النور - وفقه الله - وكان عهدي به بعيداً، حيث كنتُ تحدثت معه حول القراءة الجديدة للقرآن الكريم، وما يسمونه بالنص المفتوح. وكان ذلك بعد سؤالٍ أثير في ملتقى أهل التفسير في 15/ 4/2004م تجدونه على هذا الرابط: خطورة ما يسمى بالنص المفتوح وعلاقته بتفسير القرآن الكريم ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1706). فأخبرني حينها أستاذي الدكتور تركي بن سهو العتيبي - حفظه الله - بمقالات ينشرها الأستاذ عبدالرحمن النور في مجلة اليمامة السعودية حول الموضوع.

وأخبرني الأستاذ عبدالرحمن النور في اتصاله الهاتفي أنه نشر مقالاً بعنوان: (ثقافة الصحراء) في المجلة العربية عدد (403) شعبان 1431هـ - أغسطس 2010م. كان سببه ذلك الحوار الذي دار بيننا حول القراءة الجديدة للقرآن الكريم قبل سبع سنوات، ويقول: أحببت أن تكون من أول من يقرأ المقال في المَجلة لنتناقش حول ما يمكن عمله لتطوير الفكرة. وقد ذهبت لموقع المجلة وقرأت المقال فأعجبني، وأحببت أن تشاركوني في قراءة المقال، فقد لفت فيه النظر إلى معنى جديد جدير بالقراءة ..

ثقافة الصحراء

أشغلني كثيراً هذا المصطلح الذي سار به الناس، وروى الكثير منهم أنهم أول ما سمعوا به كان على لسان والدي عبدالله نور، الذي يرقد الآن بسلام في رحمة الله -إن شاء الله- هذا المصطلح جعلني أتساءل كثيراً: ما علاقة العربية بثقافة صحراء الجزيرة العربية؟! وما هي العلاقة بين «ثقافة الصحراء» وحداثة «اللغة العربية» أو موضوع «القراءة اللغوية الجديدة»؟!

أستطيع أن أقول إن «دلالات» حروف اللغة العربية تقول إن الثقافة هي الإدراك التام الشامل لحقيقة الأشياء، ومن هذا التعريف فإن ثقافة الصحراء هي الإدراك التام الشامل لواقع اللغة العربية.

يردد كثير من الناس عبارة «رفقاً بالقوارير» وهي عبارة وردت في حديث الرسول الكريم محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، فقد جاء في لسان العرب ما يأتي: «وفي الحديث: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأنجشة وهو يحدو بالنساء: رفقاً بالقوارير؛ أراد -صلى الله عليه وسلم- بالقوارير النساء، شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقوارير من الزجاج يُسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر، وكان أنجشة يحدو بهن رِكابهن ويرتجز بنسيب الشعر والرجز وراءهن، فلم يُؤمَن أن يصيبهن ما يسمعن من رقيق الشعر فيهن أن يقع في قلوبهن حُداؤه، فأمر أنجشة بالكف عن نشيده وحُدائه حذار صبوتهن إلى غير الجميل». انتهى كلام لسان العرب، وقد بدأت أسأل نفسي كثيراً عن المعنى الذي ذهب إليه الرسول الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه- بقوله: «رفقاً بالقوارير»، وتساءلت: هل يمكن قراءة نص هذا الحديث قراءة لغوية جديدة، تأتي بمعنى جديد، بعيداً عما يقوله العرب ولسان العرب، وكيف؟!

ورد في مسند الإمام أحمد: « ... كان عامر شاعراً فنزل يحدو قائلاً:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا

فاغفر فداء لك ما اقتفينا * وثبت الأقدام أن لاقينا

وألقين سكينة علينا * إنا إذا صيح بنا أتينا

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من هذا الحادي؟ ... إلى آخر الحديث».

قد يعجب القارئ حين يقرأ ما ورد في مسند أحمد عن هذا الحديث ويعلم أن الحداء في ركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن فاحشاً حتى يحذر صبوة النساء إلى غير الجميل، وقد يتساءل القارئ مثلما تساءلت: لماذا لم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنجشة: رفقاً بالنساء؟ ولماذا لم يرد وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- النساء بالقوارير إلا في هذا الحديث وهذا الموضع؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير