تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نداء الى الأبناء"وبالوالدين إحسانا"]

ـ[أحمد العمراني]ــــــــ[28 Aug 2010, 01:42 ص]ـ

نداء الى الأبناء " وبالوالدين إحسانا "

لعله من نافلة القول التذكير بأن للوالدين مقاما وشأنا كبيرا، فهذا من الأمور التي يعلمها الجميع نظريا، وإن أُنكرت ممارسة، إذ الانسان العاقل يقف عاجزا عن إدراك مقامهما مهما جهد القلم في التعريف بذلك، ويبقى جهده قاصرا منحسرا عن تصوير جلالهما وحقهما، وكيف لا يكون كذلك وهما السبب في الوجود وعماد الحياة والركن الأساس في البقاء.

وليعلم كل عاقل أنه مهما قدم لهما فلن يحصل التساوي، وأنى يقع ذلك وقد كانا يحملان أذى الأبناء راجين حياتهم، والأبناء إن حملوا أذاهما رجوا موتهما. لهذا اعتبر الاسلام عطاءهما عملا جليلا مقدسا استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل، وأوجب لهما حقوقا لم يوجبها لأحد إطلاقا، حيث قرن الحق سبحانه طاعتهما والاحسان إليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر فقال:" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا". (النساء/36)، وقال سبحانه:" ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ". (لقمان/14).

بل جعل سبحانه برهما من أحب الأعمال إليه، حيث قال رسول الله صل1 لما سأله ابن مسعود رض1عن أي العمل أحب إلى الله؟ فقال: الصلاة على وقتها، ثم قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله ". [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn1) وبالتأكيد أن لكل من الوالدين حقوقا ينبغي بيانها، وتفاصيل ينبغي فهمها ليعرف الواجب فيتبع، ويعرف الخطر فيجتنب.

1 - حق الأبوين وقدرهما عند الله:

أ-حق الأم: حق الأم ومكانها مقدم على حق الأب ومكانه، كما أخبر النبيصل1 في جوابه لرجل سأله من أحق الناس بصحابتي؟ فقال: أمك: قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك". [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn2) فحق الأم على الأبناء، أن يعلموا أنها حملتهم حيث لا يحمل أحد أحدا، وأطعمتهم من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا، فرضيت أن يشبعوا وتجوع، ويكتسوا وتعرى، ويرتووا وتظمأ، ويتنعموا ببؤسها. هذا بعض فعل الأم وفضلها، فهل يستطيع أحد مجازاتها؟.

ب-حق الأب: لكل من الأبوين درجته وتضحيته وفعله، فالأب أيضا يمثل الأصل والابن هو الفرع، وقد أمضى شبابه وأفنى عمره بكد واجتهاد للحفاظ على أسرته وتأمين الحياة الهادئة لأولاده؛ كيف لا، وقد أقسم الله تعالى به حيث قال:" لا أقسم بها البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد ". (البلد /1 - 2). وبين صلى الله عليه وسلم مكانته وأثره فقال:" رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد ". [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn3)

فعلى الفرد المسلم أن يعلم أن الأب أصله وأن الولد فرعه، وأنه لولا الأب لم يكن، فمهما رأى الولد في نفسه مما يعجبه فليعلم أن أباه أصل النعمة فيه، مما يوجب عليه الكثير من الحمد والشكر على قدر ذلك. وعلى الانسان أن يدرك جيدا كيف يتعامل مع والده كي لا يكون عاقا وهو غافل. كيف لا، والنبي صل1 يقول:" الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه ". [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn4)

2- ما يلزم تجاههما:

أ-البرور لهما: وصفة البار بالوالدين صفة خاصة، خصها الله بالذكر عند وصفه لبعض أنبيائه، فقال في وصف نبيه يحيى بن زكرياء:" وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا" (مريم /14). وقال على لسان عيسى بن مريم:" وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا عصيا ". (مريم/32).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير