[وصيته صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه]
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[17 Aug 2010, 06:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:
ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: من سره أن يقرأ صحيفة محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه، فليقرأ: "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم"، إلى قوله "لعلكم تتقون" [الأنعام آية 151]. هذا الأثر أخرجه الترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب والطبراني وغيرهم.
وقدا اشتهرت هذه الآيات بأنها آية الوصايا العشر, ولما كانت هذه الآيات عليها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم , وختم عليه أمره حق لنا الوقوف معها والتأمل فيها وتدبرها.
ومن تلك الوقفات التي أسأل الله أن ينفعني والإخوة القراء بها:
أولا: اجتمع في التأكيد على هذه الوصايا كون النبي صل1 وصى بها وكونها وصايا من الله تعالى في كتابه الكريم.
ثانيا: هذه الآيات مكية وختم عليها أمر النبي صل1 وهذا فيه دلالة على أن ما احتوته من وصايا كانت هي المادة العقدية والإيمانية والأخلاقية التي ربى عليها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من بداية الدعوة في مكة إلى حين وفاته في المدينة فهي جوهر هذا الدين ويؤيد هذا تفسير ابن عباس رضي الله عنه لها بأنها من الآيات المحكمات في قوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب) كما أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي.
ثالثا: من الأسباب التي تحول دون الوقوع في المنهيات: العقل , والتذكر , والتقوى.
و من ان امتثل بهذه الوصايا يرجى له أن يكون من العقلاء المتذكرين المتقين, يقول ابن عطية رح1: (ومن حيث كانت المحرمات الأُوَل لا يقع فيها عاقل قد نظر بعقله جاءت العبارة لعلكم تعقلون، والمحرمات الأخر شهوات وقد يقع فيها من العقلاء من لم يتذكر، وركوب الجادة الكاملة يتضمن فعل الفضائل، وتلك درجة التقوى) أ. هـ.
وقد أعجبتني كلمة للشيخ إبراهيم السكران في إحدى مقالاته حيث يقول: (وأنا شخصياً إذا التقيت بشخصية غربية متميزة في الفكر أو القانون أو غيرها منالعلوم أجاهد نفسي مجاهدة على احترام تميزه، لأنني كلما رأيتهم في غاية الجهلبالله سبحانه وتعالى، امتلأت نفسي إزراءً بهم، ما فائدة أن تعرف تفاصيل جزءمعين من العلوم وأنت جاهل بأعظم مطلوب للإنسان .. إنه لا يختلف عن سائق مركبةيتقن تفاصيل بعض الطرق الفرعية ويجهل الطرق الرئيسية في المدينة .. فهل مثل هذايصل؟!) وقد صدق.
رابعا: نسمع كثيرا عن حركات وجمعيات ومؤسسات قامت ومؤسسات تقوم كلها تدعي الإصلاح والسعي إلى التطور والنجاح .. ويأتي التوجيه الرباني بأن أقصر الطرق للإصلاح وأقومها هي التي تقوم برامجها ومشاريعها الإصلاحية على هذه الوصايا العظيمة وكلما ابتعدت طريقة أو حركة أو مؤسسة عن هذه الوصايا كلما ابتعدت عن الصراط المستقيم.
خامسا: جاء في خاتمة هذه الآيات التنويه بالقرآن الكريم وبركته والأمر باتباعه لأنه يهدي للتي هي أقوم.
سادسا: كون هذه الوصايا هي التي عليها خاتمه صل1 لأنها جاءت جامعة شاملة. فجمعت بين حقوق الله تعالى, وحقوق الخلق, وجمعت بين التوحيد والأخلاق والمعاملات.
سابعا: مما يستأنس به أن هذه الوصايا (بمجموعها) جاءت في ثلاث مواضع , أولها هذا الموضع (في آخر الثلث الأول من القرآن) وثانيها: وصايا سورة الإسراء (في منتصف الثلث الثاني من القرآن) وثالثها: وصايا لقمان (في أول الثلث الأخير من القرآن) وفي هذه المواضع الثلاث جاء التنويه بذكر الكتاب العظيم والحث على اتباعه – والله تعالى أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Aug 2010, 07:46 م]ـ
ثالثا: من الأسباب التي تحول دون الوقوع في المنهيات: العقل , والتذكر , والتقوى.
(وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (151)
(وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (152)
(وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (153)
العقل مدعاة للتذكر
والتذكر مدعاة للتقوى
فهنيئا لأصحاب العقول