تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة في كتاب: المراحل الثمان لطالب فهم القرآن (مجلة البيان)]

ـ[ابو عبدالله المكي]ــــــــ[28 Aug 2010, 07:40 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قراءة في كتاب:

المراحل الثمان لطالب فهم القرآن

أحمد رمضان مقرم النهدي ( [email protected])

ها هو كتاب المراحل الثمان لطالب فهم القرآن، لمؤلفه د. عصام بن صالح العويد، (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام قسم السُّنة)، يصدر بأسلوب فريد، وعرض مبتكَر، وفوائد جمَّة، ومعلومات زاخرة، جمعت أبرز ما يمكن أن يقال عن فهم القرآن، مدعَّمة بتعليقات أصيلة للأئمة السابقين من الصحابة حتى زماننا هذا. ويقع الكتاب في 150 صفحة. وفي ما يلي عرض موجز لهذا الكتاب:

افتتح المؤلف كتابه بمقدمة وتمهيد ضافيين، سرد فيهما أوصافاً لكتاب الله - تعالى - وقارن بين مقولتين متفقتين في معناهما، على الرغم من القرون الفاصلة بينهما، وعلى الرغم من اختلاف أعراقهما؛ فالأُولَى للوليد بن المغيرة، والثانية لمستشرق فرنسي، إلا أنهما يجمع بينهما الشرك والإلحاد؛ وقد وصفا الأثر العجيب لكتاب الله في نفس السامع والقارئ.

ثم عرض الشيخ أحوال أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع كتاب الله - تعالى - وأنه ألَّف هذه الرسالة للصنف الثالث، وهم من لهم همة في فهم كتاب الله - تعالى - ولكنه يجد أنه لا زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم.

- ومن ضمن الأمور المهمة في المقدمة ثلاثة أسئلة:

1 - كيف فهم سلفنا هذا الكتاب المهيمن، وكيف كان حالهم بعد أن فهموه؟

2 - لِمَ نقرأ كتب التفسير ولا ندرك المعنى العظيم لآيات القرآن؟ و (لِمَ لا نستشعر إعجاز كلام الله حال قراءتنا له، مع يقيننا التام بأنه معجز؟).

3 - كيف يكون القرآن هادياً وفيصلاً بيننا في كل شؤوننا العقدية والتعبدية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية والإعلامية والذاتية ... ونحوها؟

أما التمهيد فعرض فيه أهمية معرفة اللسان العربي، وأن اللغة العربية تتكون من حروفِ معانٍ وحروفِ مبانٍ، وهو ما فصَّله في المرحلة الثالثة؛ وذلك أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين.

وأهم ما عرض له في التمهيد هو النتيجة والمحصلة لمراجعة هذه المراحل وإدامة النظر في كُتُبها، وهي أن الإنسان سيدرأ عن نفسه وصمتين:

1 - الاستهانة بكلام السلف في التفسير؛ لأنه سيدرك حينها أن العطب في فهمه لا في كلامهم.

2 - الفهم الناقص لكلامهم الذي اضطر بعضَ الناس ممن يعظم السلف أن يدافع دفاعاً ضعيفاً عن تفسيرهم، ولم يشعر أنه يدافع عن فهمه لا عن كلامهم.

وهذه لفتة ربما وقع فيها كثير من طلبة العلم دون أن يشعر، وعلَّتها - كما ذكر - عدم الإحاطة بكل ما قصدوه من المعاني.

عرض المراحل الثمان:

مما يلفت نظر القارئ للكتاب أن هذه المراحل ترتيبها حاسم وأَوْلوي، وليس اختيارياً، ولا يمكنك تجاوز مرحلة - إن أردت ترتيب ذهنك مع فهم كتاب الله - إلا بهذه المراحل:

المرحلة الأولى: الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة وأئمة التابعين:

وقد أفاض المؤلف فيها؛ كونها تأسيسية وتأصيلية، وهي أهم المهمات في فهم كتاب الله - تعالى - ويكفي لتبيان ذلك ما نقله في حاشية الكتاب عن الشيخ صالح آل الشيخ في محاضرة له بعنوان: المنهجية في طلب العلم، وهي المنطلق للمراحل الباقية، وقد أعجبني فيها التدرج وترتيب الانتقالات حتى كأنك ترقى سلماً وأنت تقرأ، ولا سيما في نقولات السلف، كما هو منهج المؤلف في جميع الكتاب، ومن العناوين المهمة فيها:

- ما نُقِل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كله صحيح؟

- تفسير التابعين، متى ننتقل إليه؟ وكيف نتعامل مع ما لم يُنقَل عنهم؟

- فصل عن أنواع التفسير الثلاثة:

1 - ما جاء في فضائل الآيات والسور.

2 - ما ورد في أسباب النزول.

3 - التفسير المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأئمة التابعين (التفسير المأثور).

وقد عرض التفسير بالمأثور عرضاً طيباً؛ حيث أكد على أهمية النظر في طرق روايته، وفهم درايته، وجعل آثار الرواية على نوعين، هما:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير