[تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله لقوله تعالى (فبدت لهما سوآتهما)؟]
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[31 Aug 2010, 07:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فا أيها الإخوة الكرام ما تقولون في تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله لهذه الآية؟
وهل له سلف فيها؟؟
يقول رحمه الله في قوله تعالى (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)
أي: بعد أن أكلا من هذه الشجرة ظهرتْ لهما سوءآتهما، والسَّوْأة هي العورة أي: المكان الذي يستحي الإنسان أن ينكشف منه، والمراد القُبُل والدُّبُر في الرجل والمرأة. ولكل من القُبل والدُّبر مهمة، وبهما يتخلص الجسم من الفضلات، الماء من ناحية الكُلى والحالب والمثانة عن طريق القُبل، وبقايا وفضلات الطعام الناتجة عن حركة الهَضْم وعملية الأَيْض، وهذه تخرج عن طريق الدُّبُر.
لكن، متى أحسَّ آدم وزوجه بسوءاتهما، أبعد الأكل عموماً من شجر الجنة، أم بعد الأكل من هذه الشجرة بالذات؟
الحق تبارك وتعالى رتَّب ظهور العورة على الأكل من الشجرة التي نهاهما عنها {فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا} [طه: 121]
فقبْل الأكل من هذه الشجرة لم يعرفا عورتيهما، ولم يعرفا عملية الإخراج هذه؛ لأن الغذاء كان طاهيه ربُّه، فيعطي القدرة والحياة دون أن يخلف في الجسم أيَّ فضلات.
لكن، لما خالفوا وأكلوا من الشجرة بدأ الطعام يختمر وتحدث له عملية الهضم التي نعرفها، فكانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها آدم وزوجه مسألة الفضلات، ويلتفتان إلى عورتيهما: ما هذا الذي يخرج منها؟
وهنا مسألة رمزية ينبغي الالتفات إليها، فحين ترى عورة في المجتمع فاعلم أن منهجاً من مناهج الله قد عُطل.
إذن: لم يعرف آدم وزوجه فضلات الطعام وما ينتج عنه من ريح وأشياء مُنفَّرة قذرة إلا بعد المخالفة، وهنا تحيَّرا، ماذا يفعلان؟ ولم يكن أمامهما إلا ورق الشجر {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجنة} [طه: 121].
أي: أخذا يلصقان الورق على عورتيهما لسترها هكذا بالفطرة، وإلا ما الذي جعل هاتين الفتحتين عورة دون غيرهما من فتحات الجسم كالأنف والفم مثلاً؟
قالوا: لأن فَتْحتيْ القُبُل والدُّبُر يخرج منهما شيء قذر كريه يحرص المرء على سَتْره، ومن العجيب أن الإنسان وهو حيوان ناطق فضَّله الله، وحين يأكل يأكل باختيار، أمّا الحيوان فيأكل بغريزته، ومع ذلك يتجاوز الإنسان الحد في مأكله ومشربه، فيأكل أنواعاً مختلفة، ويأكل أكثر من حاجته ويأكل بعدما شبع، على خلاف الحيوان المحكوم بالغريزة.
ولذلك ترى رائحة الفضلات في الإنسان قذرة مُنفّرة، ولا فائدة منها في شيء، أما فضلات الحيوان فلا تكاد تشمُّ لها رائحة، ويمكن الاستفادة منها فيجعلونها وقوداً أو سماداً طبيعياً. وبعد ذلك نتهم الحيوان ونقول: إنه بهيم. . إلخ
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 09:27 ص]ـ
لا تهمني كثيرا قضية هل لك فيه سلف؟ وأراها حجرا على الفكر، وتقيدا وإغلاقا للاجتهاد
وإنما هي قول صالحين، ليست كتابا ولا سنة
لكن
فقبْل الأكل من هذه الشجرة لم يعرفا عورتيهما، ولم يعرفا عملية الإخراج هذه؛ لأن الغذاء كان طاهيه ربُّه
لي على هذه الجملة ثلاث ملاحظات:
1 - من أدراه أنهما لم يكونا يعرفان عورتيهما؟ فهل عندما علمه الأسماء لم يأت لاسم العورتين على ذكر؟
2 - من أين له أنهما كانا يأكلان طعاما مختلفا؟ لا ينتج فضلات؟ وقد أثبت الدكتور عبدالصبور شاهين أنه لا يوجد دليل قاطع على أن الجنة هي التي في السماء. بل قد تكون في الأرض.
3 - وصفه رب العزة بأنه (طاه) فيه تجاوز، ومخالفة عقيدية صريحة؛ فلا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو رسوله.
أرى أن هذا مجرد فلسفة، قد تكون جميلة لكنها خيالية، يعوزها وينقصها الدليل
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:14 ص]ـ
للتذكير
ـ[اورهان عماد]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:12 م]ـ
السلام عليكم عندي تعليق على هذه النقطة
من أدراه أنهما لم يكونا يعرفان عورتيهما؟ فهل عندما علمه الأسماء لم يأت لاسم العورتين على ذكر؟
قال تعالى (فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا) معنى فبدت: بدت وهي الماضي من تبدو: اي انهما كان لهما جهل ما بسوآتهما فبدا لهما
والجهل نقيض المعرفة فلهذا فانا مع الشيخ محمد متولي الشعراوي رح1 في انهما لم يعرفا عورتيهما تمام المعرفة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Sep 2010, 02:32 م]ـ
رحم الله الشيخ الشعراوي وغفر له.
ما تفضلتم بنقله عن الشيخ ذكره بعض المفسرين، وهو من الآثار التي فصَّلَت فيها كتب أهل الكتاب فهي تتعلق بقصة بدء الخلق، وهي من القضايا التي وردت فيها آثار إسرائيلية كثيرة، ولعلنا نناقش الموضوع في وقت أوسع بعد رمضان إن شاء الله. وأرجو من الأعضاء الفضلاء عدم الكتابة إلا بأدلة علمية ومفيدة للقارئ، فلسنا بصدد من هو الذي يؤيد الشعراوي أو يخالفه رحمه الله فهو عالم جليل قرأ كثيراً واطلع على ما لم نطلع عليه، وليس مثل هذا مظنة الاختراع من عنده رحمه الله.
في 22 رمضان 1431هـ
¥