تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ...

ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[19 Aug 2010, 12:49 ص]ـ

الحمد لله الذي يسبح له من في السماوات والأرض , وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلاة وسلاما تليقان بذاته الكريمة , أرحب بكم إخواني الأعزاء , وأدعو الله العلي القدير أن يفقهنا في ديننا , وأن يعلمنا ما ينفعنا , وأن ينفعنا بما علمنا , ... آمين.

قال الله سبحانه وتعالى " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَيرُ صَافَّاتٌ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهَ وَتَسْبِيحَهَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ " النور 41

فاسمحوا لي أيها الأحباب الكرام أن نعيش مع هذه الآية العظيمة لنرى كيف يسبح الكون بحمد ربه الخالق العظيم.

أولاً الخطاب في قوله " ألم ترَ" لواحدٍ , فمن هو المخاطب؟

هو كل من يستطيع الرؤية سواء كان كافرا أو مؤمنا , فأما الكافر فيرى بأم عينيه ملكوت الله في سمائه وأرضه ومخلوقاته , وأما المؤمن فهو يصدق الله عز وجل في كل ما قال وأخبر وكأنه يرى.

لطيفة: لما أخبر الله عز وجل بقوله " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات ... " أي من استقر في السماء " ... والأرض ... " أي من استقر في الأرض , تبادر إلى الذهن سؤال: وماذا عن المخلوقات التي لا تستقر في أرض ولا سماء كالطير مثلا؟ فقال تعالى مجيبا عن هذا التساؤل " ... والطير صافَّات كل قد علم صلاته وتسبيحة ... "

سبحان الخالق العظيم

والتسبيح يا رعاك الله نوعان 1 - تسبيح قولي 2 - تسبيح فعلي "بلسان الحال"

والتسبيح في جملته: انقياد وخضوع لله رب العالمين , فأنت إذا نظرت في مخلوقات الله لرأيتها بانقيادها وكأنها تسبح الله " التسبيح الفعلي " وإن لم ترَ فيها التسبيح القولي.

فأهل الكفر اليوم بما لديهم من إمكانيات وآلات ومراكز أبحاث يستشعرون تماما تسبيح الكون لله , بل هم الذين يوصلون لنا ذلك , كيف؟

فللنظر في أبحاث هؤلاء في عالم الحيوان , وعالم النبات , وعالم الجماد , وباطن الأرض وظاهرها , بل وفي السماء بما فيها من نجوم وكواكب ومجرات , بما يؤكد أن هذا الكون يسير بنظام ودقة متناهية , بأمر من الخالق العظيم سبحانه وتعالى.

فَيَا عَجَبًا كَيفَ يُعصَى الإلَهُ أَمْ كَيفَ يَجْحَدُهُ الجَاحِدُ

وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَة ٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الوَاحِدُ

والآن هيا بنا أخي الكريم نأخذ نظرة عن كثب لبعض عجائب الله سبحانه وتعالى في خلق الحيوان ولنبدأ بـ

1 - السلحفاة: تحتوى مائدة طعام السلحفاة أحيانا على بعض أنواع من الأفاعي السامة , واعتادت السلحفاة بعد أكلها لهذه الأفاعي السامة أن تسرع لتتناول نبات معين هو الزعتر بكميات كبيرة , لماذا؟ اكتشف علماء الغرب أن نبات الزعتر به مادة عصارية تنزل منه تمنع سريان السم في الجسد , فتضمن السلحفاة بذلك النجاة من سم الأفعى بعد أن تلذذت بطعمها وملأت بطنها.

فمن الذي أعلم السلحفاة بذلك العلم الطبي الكيميائي؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة؟ من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم

فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا.

2 - ابن عرس: حيوان مولع بأكل نوع معين من النبات يسمى السذاب " الحزا والحزاء" (قال ابن منظور: الحزا والحزاء جميعاً نبت يشبه الكَرَفْس، وهو من أحرار البقول ولريحه خَمْطَة تزعم الأعراب أن الجن لا تدخل بيتاً يكون فيه الحزاء)

وهذا النبات له رائحة كريهة جدا لا يطيقها أحد , وابن عرس هذا له عدوان لدودان هما الأفعى والكلب , فهو أمام هاذين العدوين ضعيف وليس له وسيلة بدنية ليدافع بها عن نفسه , فاكتشف العلماء أن لرائحة نبات السذاب الكريهة تأثير سحري منفر للكلب والأفعى , فابن عرس يعمد إلى هذا النبات فيأكل منه ما يشاء , فإذا رأى الأفعى أو الكلب قادمان جلس وتربع في ثقة وفتح فمه عن آخره , فإذا بالرائحة تنطلق وكأنها صاروخ سام 6 فينفر منها الكلب وتلوذ الأفعى بالفرار.

فمن الذي أعلم ابن عرس بذلك العلم؟ ومن الذي حباه بهذه الحيلة؟ بل هل كان ذلك بمحض الصدفة؟ من يقل ذلك , فسبحان الله الخالق العظيم

فالكافر يعتبر ذلك اكتشافا , والمؤمن يعتبر ذلك تسبيحا.

3 - التمساح: ذلك الحيوان القوي المخيف , والقاتل المفترس الرهيب ,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير