[تفسير "استوى " في كتاب المحرر الوجيز]
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[30 Aug 2010, 03:00 م]ـ
مسالة حيرتني
كان من المقرر على في المعهد بحث في تفسير أوائل سورة الحديد ,ومن ضمن البحث آية الاستواء ومن الكتب التي اختيرت تفسير ابن عطية، وقد وجدت فيه نقلا عن الإمام سفيان الثوري-رحمه الله - في معنى "استوى " فعل فعلا في العرش سماه استواء " فكيف لي أن أتأكد من صحة نسبة هذا القول للإمام الجليل، والغريب أني بحثت في تفسيرالإمام الثوري -رحمه الله -عن هذا القول فلم أجده.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:36 م]ـ
هذه العبارة ليست في تفسير الثوري ولا ابن جرير ولا الدر المنثور .. ولا في تفسير ابن عطية عند آية الحديد.
فلو نقلت النص والطبعة.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[31 Aug 2010, 06:45 ص]ـ
النقل عن الإمام الثوري موجود في المحرر الوجيز في تفسير سورة الأعراف (2/ 408)، وكذلك في تفسير سورة الرعد (3/ 292) من طبعة دار الكتب العلمية بتحقيق عبد السلام عبد الشافي.
وقد قلده من بعده من المفسرين كأبي حيان في البحر المحيط، والآلوسي في روح المعاني، والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.
وهذا القول ليس صحيحاً عن الإمام الثوري ولا غيره من السلف الصالح، بل هو قول أهل الكلام الذين ينفون قيام الصفات الاختيارية بذات الرب سبحانه، وهو قول أبي الحسن الأشعري كما نقل عنه البيهقي في الأسماء والصفات، وقول القاضي أبي يعلى وابن الزاغوني وابن عقيل من الحنابلة الذين وافقوا الأشعري في هذه المسألة.
ومعنى هذا القول: أن الله تعالى أحدث في العرش حدثاً سماه استواءً، أي أن الاستواء من الصفات المنفصلة عن الله تعالى مثل خلق الخلق والإحسان إليهم، فهو مبني على القول بأن الله لا تقوم به الصفات الاختيارية.
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 308): (وذهب أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إلى أن الله تعالى جل ثناؤه فعل في العرش فعلا سماه استواء، كما فعل في غيره فعلا سماه رزقاً أو نعمةً أو غيرهما من أفعاله).
فواضح من هذه العبارة: أن الاستواء على هذا القول مفعول له سبحانه كما أن الرزق والنعمة التي تحصل للعبد من مفعولاته، ويوضح شيخ الإسلام مراد الأشعري حيث قال كما في مجموع الفتاوى (5/ 386): (ومعنى ذلك عنده وعند من ينفي قيام الأفعال الاختيارية بذاته: أنه يخلق أعراضاً في بعض المخلوقات يسميها نزولاً كما قال: إنه يخلق في العرش معنى يسميه استواءً، وهو عند الأشعري تقريب العرش إلى ذاته من غير أن يقوم به فعل، بل يجعل أفعاله اللازمة كالنزول والاستواء كأفعاله المتعدية كالخلق والإحسان وكل ذلك عنده هو المفعول المنفصل عنه).
وقال رحمه الله كما في المجموع (5/ 401): (وطائفة من أصحاب أحمد وغيرهم كالقاضي أبي يعلى وغيره ممن يوافق أبا الحسن الأشعري على أن "الفعل" هو "المفعول"؛ وأنه لا يقوم بذاته فعل اختياري، يقولون: معنى النزول والاستواء وغير ذلك أفعال يفعلها الرب في المخلوقات، وهذا هو المنصوص عن أبي الحسن الأشعري وغيره، قالوا: الاستواء فعل فعله في العرش كان به مستوياً، وهذا قول أبي الحسن بن الزاغوني. وهؤلاء يدعون أنهم وافقوا السلف؛ وليس الأمر كذلك).
وقال أيضاً كما في المجموع (12/ 250): (وطائفة من أهل الكلام منهم أبو الحسن الأشعري ومن اتبعه من أصحاب مالك والشافعي وأحمد جعلوا النزول والإتيان والمجيء حدثاً يحدثه منفصلاً عنه فذاك هو إتيانه واستواؤه على العرش فقالوا: استواؤه فعل يفعله في العرش يصير به مستوياً عليه من غير فعل).
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[31 Aug 2010, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عمار
والذي قصدته أن هذا النقل ليس في آية الحديد كما يفهم من كلام الأخت.
ونسبة هذا الكلام إلى الإمام الثوري غريب فعلاً , ولذا ينبغي العناية بالتثبت ممّا ينقل عن السلف في تفاسير المتأخرين , وعلى الأخص في مسائل الاعتقاد.
ـ[راجية الهدى]ــــــــ[01 Sep 2010, 03:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,لكن سؤالي ماهي آليات البحث التي أعرف بها أن هذا القول نبسته غير صحيحة لأي مفسر سواء هذا القول أوغيره.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Sep 2010, 10:28 ص]ـ
للتحقق من نسبة قولٍ من الأقوال إلى أحد السلف عدة طرق , أهمها أربعة:
الأول: الرجوع إلى الكتب التي ألّفها في التفسير إن كان له تفسير مطبوع , أو التي جُمعَت له.
الثاني: الرجوع إلى المصادر الأصلية لأقوال السلف في التفسير , وأهمّها وأشملها على الإطلاق جامع البيان لابن جرير الطبري رح1 , وتفسير ابن أبي حاتم , والمطبوع من تفسير ابن المنذر , ثم الدر المنثور للسيوطي , وكذا التفسير من الجامع لابن وهب , وتفسير يحيى ابن سلّام , وتفسير عبد الرزاق , والبستي , ونحوها.
الثالث: مراجعة الكتب المسندة الجامعة لأقوال السلف وآثارهم في كل العلوم , ككتب علوم القرآن المسندة (في معاني القرآن وغريبه وتنزيله وناسخه ومنسوخه .. ) , والجوامع (مصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة .. ) , وكتب السنة بعامّة (السنن والمسانيد والمستدركات .. ) , وكتب الفقه والأحكام المسندة (التمهيد والاستذكار لابن عبد البر والمحلى لابن حزم .. ) , وكتب التراجم والسير (طبقات ابن سعد والمعرفة والتاريخ للفسوي .. ) , وكتب اللغة والأدب والرقائق (تهذيب اللغة للأزهري والمجالسة وجواهر العلم للدينوري والتبصرة لابن الجوزي .. ) , ونحوها من المجاميع.
الرابع: سؤال أهل الفن , كما فعلت -وفقك الله- هنا.
¥