ـ[إيمان]ــــــــ[28 Aug 2010, 02:37 ص]ـ
أيها الإخوة الفضلاء والأخوات الفضليات:
أحببت أن أدلوا بدلوي وأشارككم في هذا الموضوع القيم؛ بيَّد أن المشاريع الرمضانية التي سأذكرها من تجارب الآخرين التي رأيتها بنفسي وسمعتها منهم.
المشروع الأول: مشروع جدي السنوي
منذ نعومة أظفاري كان جدي لأبي يتعاهد القيام بمشروع رمضاني وهو:"المؤنة الرمضانية " فقد كان يعد قبل حلول شهر رمضان هذه مؤنة المكونة من أهم المواد الغذائية بإختلاف أصنافها، ومن أجود أنواعها، ويرفق معها أنفس ما يملك من المال، ويقوم بتوزيعها على المعسرين والمحتاجين والضعفاء ممن ينتسب إلى عائلتنا، ومن خارج العائلة، فيهبهم تلك المؤنة والمعونة بنفس سخية راضية، وقد ظل على هذا العمل قرابة عشرون عاماً بلا كلل ولا مللل.
ووالله لقد رأيت أثر هذا العمل الطيب عليه من البركة والسعة في الرزق، والطول في العمر أحسن الله خاتمته، والصلاح في الذرية.
المشروع الثاني: زميلتي مع أمها:
قالت لي ذات يوم إحدى صديقاتي: " في رمضان الماضي اتفقت أنا وأختي التي تصغرني على أن نقوم بعمل بر لأمي في رمضان، وبعد التفكير عزمنا على القيام بعمل قد يكون صغير في أعين الناس لكن كبير عند الله تعالى، فجعلنا أمي في إجازة من الطبخ ومنعنها من دخول المطبخ طوال الشهر الكريم بشرط أن تدعوا لنا بخيري الدنيا والآخرة ".
تقول ولازال الحديث لصديقتي: قمنا بهذا العمل بكل سرور، براً بوالدتي، ولننال أجر تفطير صائم والحمدلله رب العالمين.
وأقول:
البعض منا قد يغفل عن مسألة تفاضل الأعمال فيقدم الأفضل ويسهو عن الفاضل، ويقدم السنة على الواجب، فيشرع في القيام بالأعمال الصالحة القاصرة، ويدع الأعمال التي نفعها متعدي وفيها خدمة وإحسان للآخرين، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل عن أحب الأعمال فقال: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ: قَالَ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".
المشروع الثالث: فوائد أختي:
كانت أختي بحوزتها مفكرة تسجل فيها الفوائد والقصص والعبر التي تسمعها من البرامج أو المحاضرات التي تحضرها وفي اجتماع نهاية الأسبوع تقرأ علينا تلك الفوائد، وقد استفدنا وانتفعنا منها كثيراً، فكم أيها الإخوة والأخوات من الفوائد التي نستفيدها، والقليل منا من ينقلها إلى غيره لينفعه بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ".
ومن القصص التي سمعتها:
أن هناك رجل مسن أصيب بفشل كلوي وما كان يملك من المال إلا قليل، وذكروا له أنه في سوريا مركز يعالج بتكلفة معقولة، فباع كل ما يملك ليجمع تكلفة العلاج، ولما سافروا وذهب و خرج من المركز وجد فتاة تطلب منه إعانة مالية لأنها مصابة بالفشل الكلوي، فأعطاها ما جمعه من المال فعاتبه أولاده فقال: " أنا شايب سأموت، وهي صغيرة مقبلة على الحياة ".
وفي أثناء رجوعهم في الطريق طلب منهم الوقوف ليقضي حاجته -أعزكم الله - فردوا عليه: " لا يمكن لك قرابة سنة لا تستطيع أن تقضي حاجتك " فأمرهم بالوقف، فنزل وقضى حاجته، ولما ذهب للمراجعة عند الطبيب المختص قال له: إنك تشافيت من مرضك، ماذا فعلت؟
فأخبره القصة ...
أسأل الله الباسط أن يبسط على من أثار هذا الموضوع ومن شارك فيه ومن قرأه من بركاته ورحمته وفضله ورزقه وعفوه ورضوانه .. إنه قريب مجيب ..