وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)
وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)
وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)
ولله كل ما في السموات والأرض خلقًا وملكًا وعبيدًا, وله وحده العبادة والطاعة والإخلاص دائمًا, أيليق بكم أن تخافوا غير الله وتعبدوه؟
وما بكم مِن نعمةِ هدايةٍ, أو صحة جسم, وسَعَة رزقٍ وولد, وغير ذلك, فمِنَ الله وحده, فهو المُنْعِم بها عليكم, ثم إذا نزل بكم السقم والبلاء والقحط فإلى الله وحده تَضِجُّون بالدعاء
ثم إذا كشف عنكم البلاء والسقم, إذا جماعة منكم بربهم المُنْعِم عليهم بالنجاة يتخذون معه الشركاء والأولياء
ليجحدوا نعمنا عليهم, ومنها كَشْفُ البلاء عنهم, فاستمتعوا بدنياكم, ومصيرها إلى الزوال, فسوف تعلمون عاقبة كفركم وعصيانكم.
******
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)
ومِن قبيح أعمالهم أنهم يجعلون للأصنام التي اتخذوها آلهة, وهي لا تعلم شيئًا ولا تنفع ولا تضر, جزءًا من أموالهم التي رزقهم الله بها تقربًا إليها. تالله لتسألُنَّ يوم القيامة عما كنتم تختلقونه من الكذب على الله.
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)
ويجعل الكفار لله البنات, فيقولون: الملائكة بنات الله, تنزَّه الله عن قولهم, ويجعلون لأنفسهم ما يحبون من البنين.
********
وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ (66)
وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)
إن الآيات السابقة لم تسق ابتداء لإثبات الوجود الآلهي , إنما جاءت للتعريف بالأله الحق
وصفاته وآثار قدرته في الكون والحياة , ولأستحضار حقيقة التوحيد أمام القلب البشري
في كل المواقع والميادين التي يعمل ويتحرك فيها ,
كما أن هذه الآيات تواجه الملاحدة والمشركين بأدلة كونية لا تقبل الإنكار
*****
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)
ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)
ومن موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة
الإعجاز العلمي: لآيات النحل
تدل الآيات إلى عدة نواحي علمية منها:
1. أن هناك فصائل برية من النحل تسكن الجبال وتتخذ من مغاراتها مأوى لها، وأن منه سلالات تتخذ من الأشجار سكناً بأن تلجأ إلى الثقوب الموجودة في جذوع الأشجار وتتخذ منها بيوتاُ تأوي إليها، ولما سخر الله النحل لمنفعة الإنسان أمكن استئناسه في حاويات من الطين أو الخشب و لقد تبين لعلماء الحشرات أن النحل يقوم بهذا السلوك بشكل فطري أي لا نتيجة معارف مكتسبة و هذا مصداق لقوله تعالى وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ فالإيحاء هو الإعلام بخفاء و هذا لا يتم إلا من خلال خالقها الله سبحانه و تعالى. كذلك تبين أن النحل تطير لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل خلية أخرى غيرها، علما بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض، و ذلك من خلال ما حباها الله من حواس متطورة من بصر و شم و هذا مصداق لقوله تعالى فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً أي سيري في
¥