ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[09 Sep 2010, 06:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد
(4)
ومع بعض آيات من سورة الكهف
إن الإنسان في الإسلام يعرف أن له إله واحد يتجه إليه ويتبع أمره وشرعه , وينتهي عما نهاه عنه , فيضمن الإنسان بهذا السلوك رضوان الله تعالى عنه ويقي نفسه أن يكون من المغضوب عليهم أوالضالين. كما يعرف المؤمن أن الله تعالى رحيم كريم ودود عليم لطيف بعباده ويعرف أنه قادر قاهر للظالمين المعتدين , بيده مقاليد كل شئ, يجير ولا يجار عليه ... وبهذا المبدأ في التوحيد تنشئ طمأنينة القلب والراحة النفسية. بينما المشرك تتنازعه شتى الأسياد والأرباب , فيعيش ممزق النفس في الدنيا وعذاب في الأخرة
إن هذه الحقائق يعرفها المؤمن في كل العصوروإليكم مثال لفتية أمنوا بربهم فزادهم الله هدى
إنهم أصحاب الكهف
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً (14)
هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (15)
إن أصحاب الكهف شُبَّان صدَّقوا ربهم وامتثلوا أمره، وزِدْناهم هدى وثباتًا على الحق. وقوَّينا قلوبهم بالإيمان، وشددنا عزيمتهم به، حين قاموا بين يدي الملك الكافر، وهو يلومهم على تَرْكِ عبادة الأصنام فقالوا له: ربنا الذي نعبده هو رب السموات والأرض، لن نعبد غيره من الآلهة، لو قلنا غير هذا لكُنَّا قد قلنا قولا جائرًا بعيدًا عن الحق. ثم قال بعضهم لبعض: هؤلاء قومنا اتخذوا لهم آلهة غير الله، فهلا أتَوْا على عبادتهم لها بدليل واضح، فلا أحد أشد ظلمًا ممن اختلق على الله الكذب بنسبة الشريك إليه في عبادته
*****
وقد اعتزل الفتية قومهم وذهبوا إلى الكهفحيث ناموا, داخل الكهف, وكلبهم الذي صاحَبهم مادٌّ ذراعيه بفناء الكهف، وقد حدثت المعجزة التي تدل على البعث , فقد أنامهم الله وحفظهم مدة ثلاثمائة سنة شمسية ثم أيقظهم مِن نومهم على هيئتهم دون تغيُّر؛
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25) قُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)
ومكث الشُّبَّان نيامًا في كهفهم ثلاثمائة سنة شمسية وبالحساب الدقيقتجد أنها تساوي ثلاثمائة سنة وتسع سنين قمرية وهذا من إعجاز القرآن العظيم
*****
وننتقل إلى مثال أخر لرجلينأحدهم عطل أجهزة الاستقبال والاستجابة لديه وأعمى قلبهوالثاني متيقظ القلب مؤمن يرى الواقع كما خلقه الله تعالىفالمؤمن يرى بنور الله تعالى
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34)
وكان لصاحب الحديقتين ثمر وأموال أخرى، فقال لصاحبه المؤمن، وهو يحاوره في الحديث، والغرور يملؤه: أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارًا وأعوانًا
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (36)
ودخل حديقته، وهو ظالم لنفسه بالكفر بالبعث، وشكه في قيام الساعة، فأعجبته ثمارها وقال: ما أعتقد أن تَهْلِك هذه الحديقة مدى الحياة، وما أعتقد أن القيامة واقعة، وإن فُرِضَ وقوعها -كما تزعم أيها المؤمن- ورُجعتُ إلى ربي لأجدنَّ عنده أفضل من هذه الحديقة مرجعًا ومردًا؛ لكرامتي ومنزلتي عنده.
¥