ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[24 Oct 2010, 09:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الرابع و العشرون من القرآنالعظيم
ومبدأ التوحيد
(3)
وبعض آيات من سورة فصلت
إن المتابع لهذه السلسلة يرى أن القرآن العظيم بمنهجه الفريد قد ملأ القلوب بحقيقة الألوهية بحيث تكون كل تحركات المؤمن وفق منهج الله الرحمن الرحيم , الذي برحمته أنزل القرآن على قلب خير البرية نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
وإنني غير متصور كيف تكون الحياة بدون القرآن الكريم ..
إن الحياة قبل القرآن كانت ظلاما , عبدة أوثان , جاهلية الظلم والتسلط ..
عقائد محرفة, وإلى غير ذلك من الكفر والشرك والألحاد ..
والدارس للتاريخ يدرك تلك الحقيقة جيدا ..
وقد يقول قائل إن هذه الأصناف من البشر مازال بيننا.
والرد على ذلك, أنه بنزول القرآن العظيم أشرق نور الحقيقة ..
فعلى القلوب العاقلة أن تسير مع نور الله المنزل الا وهو القرآن كتاب الله.
أما من عمي قلبه عن الحق واتبع شياطين الأنس والجن فلا يلومن إلا نفسه.
وتعالوا نستمع لكلام الله تعالى:
حم (1) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)
كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)
بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4)
هذا القرآن الكريم تنزيل من الرحمن الرحيم, نزَّله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
كتاب بُيِّنت آياته تمام البيان، وَوُضِّحت معانيه وأحكامه, قرآنًا عربيًا ميسَّرًا فهمه لقوم يعلمون.
بشيرًا بالثواب العاجل والآجل لمن آمن به وعمل بمقتضاه, ونذيرًا بالعقاب العاجل والآجل لمن كفر به, فأعرض عنه أكثر الناس, فهم لا يسمعون له سماع قَبول وإجابة.
*****
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)
وقال هؤلاء المعرضون الكافرون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا في أغطية مانعة لنا من فهم ما تدعونا إليه, وفي آذاننا صمم فلا نسمع, ومن بيننا وبينك- يا محمد- ساتر يحجبنا عن إجابة دعوتك, فاعمل على وَفْق دينك, كما أننا عاملون على وَفْق ديننا.
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7)
قل لهم -أيها الرسول-: إنما أنا بشر مثلكم يوحي الله إليَّ.
أنما إلهكم الذي يستحق العبادة، إله واحد لا شريك له,
فاسلكوا الطريق الموصل إليه, واطلبوا مغفرته.
فالعذاب للمشركين الذين عبدوا من دون الله أوثانًا لا تنفع ولا تضر, والذين لم يطهروا أنفسهم بتوحيد ربهم, والإخلاص له,
الذين لا يعطون الله الطاعة التي تطهرهم , وتزكي أبدانهم , ولا يوحدونه, فلا إخلاص منهم للخالق ولا نفع فيهم للخلق, وهم لا يؤمنون بالبعث, ولا بالجنة والنار, ولا ينفقون في طاعة الله.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)
إن الذين آمنوا بالله ورسوله وكتابه وعملوا الأعمال الصالحة مخلصين لله فيها, لهم ثواب عظيم غير مقطوع ولا ممنوع.
******
وتعالوا نرى كيف بدأ الله الخلق
لا يستطيع بشر أن يتكلم عن بدأ الخلق ,
فهذه الآيات تدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الكون
فعجبا لمن يكفر بخالق الكون.
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9)
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)
قل لهؤلاء المشركين موبخًا لهم ومتعجبًا من فعلهم: أإنكم لتكفرون بالله الذي خلق الأرض في يومين اثنين, وتجعلون له نظراء وشركاء تعبدونهم؟ ذلك الخالق هو رب العالمين.
وجعل سبحانه في الأرض جبالا ثوابت من فوقها, وبارك فيها فجعلها دائمة الخير لأهلها,
¥