ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[05 Nov 2010, 01:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الخامس و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(4)
وبعض آيات من سورة الدخان والجاثية
سورة الدخان
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ (8)
أقسم الله تعالى بالقرآن الواضح لفظًا ومعنى.
إنا أنزلناه في ليلة القدر المباركة.
نزل جملة واحدة في السماء الدنيا ثم نزل منجما خلال البعثة النبوية المباركة حتى يكون قرآنا مطبقا تستوعبه القلوب والعقول.
إنا كنا منذرين الناس بما ينفعهم ويضرهم, وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ لتقوم حجة الله على عباده.
فيها يُقضى ويُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كلُّ أمر محكم من الآجال والأرزاق وجميع الأمور الأخرى في تلك السنة, لا يبدَّل ولا يغيَّر.
رحمة من ربك -أيها الرسول- بالمرسل إليهم.
إنه هو السميع العليم بجميع أمور خلقه الظاهرة والباطنة.
فهو سبحانه رب السموات والأرض وما بينهما من الأشياء كلها, وهذا يقين الفطرة السليمة في داخل العقل البشري حيث أن المشاهد أن الصنعة تدل على الصانع والمخلوق يدل على الخالق وليس من المعقول أن يكون هذا الكون العظيم الأنضباط من دون خالق أعظم.
لا إله يستحق العبادة إلا هو وحده لا شريك له, يحيي ويميت, ربكم ورب آبائكم الأولين, فاعبدوه دون سواه من المعبودات التي لا تقدر على ضر ولا نفع.
*****
سورة الجاثية
ما أحوج المؤمن وبصفة مستمرة أن يدعم إيمانه بآيات الله في الكون من حوله , وذلك يتأتى بدراسة القرآن دراسة موضوعية في جميع مجالات التخصصات و بالبحث العلمي المتواصل , والتأمل في ملكوت الله تعالى.
وتعرض الأيات هنا لزيادة وترسيخ الإيمان عند المؤمنين , وما أحوجنا إلى ذلك بصفة مستمرة.
إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3)
وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4)
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)
إن في السموات السبع, والأرض التي منها خروج الخلق, وما فيهما من المخلوقات المختلفة الأجناس والأنواع، لأدلة وحججًا للمؤمنين بها.
وفي خَلْقكم -أيها الناس- وخلق كل ما في الأرض من دابة تَدِبُّ عليها, حجج وأدلة لقوم يوقنون بالله وشرعه.
وفي اختلاف الليل والنار وتعاقبهما عليكم وما أنزل الله من السماء من مطر, فأحيا به الأرض بعد يُبْسها, فاهتزت بالنبات والزرع, وفي تصريف الرياح لكم من جميع الجهات وتصريفها لمنافعكم, أدلةٌ وحججٌ لقوم يعقلون عن الله حججه وأدلته.
فلا يوجد كتاب على وجه الأرض مثل القرآن العظيم مبينا دلائل القدرة الإلهية في الأنفس والأفاق , في إحاطة كاملة وشمول.
قد نعجز أن نلم بكل ما ورد في القرآن ولكنها محاولة للتعرض لأنوار الحق لكي تستيقظ القلوب وتعي العقول.
فبأي حديث بعد الله وآياته وأدلته على أنه الإله الحق وحده لا شريك له يؤمنون ويصدقون ويعملون؟
والجواب الذي لا شك فيه لا يوجد كتاب بعد القرآن العظيم يبين عقيدة التوحيد والشريعة المنظمة لسلوك البشر والأخلاق الرفيعة في المعاملات و بيان قصص الأنبياء دون تحريف وبيان نشأة الكون وبيان بداية خلق الإنسان وبيان مشاهد القيامة كأنك تراها رأي العين وبيان مراحل خلق الإنسان قبل أن يولد وبيان حقيقة كروية الأرض ومدارات الكواكب والنجوم وجميع الحقائق العلمية مثل (وجعلنا من الماء كل شئ حي)
والقارئ لهذه السلسلة يرى الكثير من الحقائق العلمية
¥