فما أعظم رحمة الله تعالى , يكفرون به ويرزقهم ويمهلهم لعلهم يعودون لرشدهم ... ويرسل لهم الرسل ويمدهم بالأدلة.
فلو نظر الإنسان في نفسه لحظات لخر لله ساجدا على ما أنعمه عليه
من نعمة العقل ونعمة السمع ونعمة البصر ونعمة التكلم ولو ظللت أصف النعم ما وسعني الوقت ولا وسعتني هذه الصفحات.
وتعالوا نستمع إلى كلام الله تعالى وهذه الأسئلة للملاحدة والمشركين.
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ (35)
أخُلِق هؤلاء الملاحدة من غير خالق لهم وموجد, أم هم الخالقون لأنفسهم؟ وكلا الأمرين باطل ومستحيل. وبهذا يتعيَّن أن الله سبحانه هو الذي خلقهم، وهو وحده الذي لا تنبغي العبادة ولا تصلح إلا له.
أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36)
أم خَلَقوا السموات والأرض على هذا الصنع البديع؟ بل هم لا يوقنون بعذاب الله, وكان ينبغي لهم أن يسرعوا إلى رسالة الله ليعرفوا حقيقة الوجود
وأن خالق الكون هو الله تعالى , خلقه بحكمة وقدر الأجال لجميع الخلائق,
وأن إعادة هذا البناء الكوني قادم لا ريب فيه يوم القيامة.
وأن ما في الأرض من خيرات فمن الله الخالق وأن ما يملكون من عقل وقوة فمنه وحده سبحانه.
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ (37)
أم عندهم خزائن ربك يتصرفون فيها, أم هم الجبارون المتسلطون على خلق الله بالقهر والغلبة؟ بل هم العاجزون الضعفاء.
فإن القدرات التي أودعها الله تعالى للإنسان حتى صعد إلى الفضاء الخارجي للأرض لا توصله إلى الإستماع لملائكة السماء الأولى.
فالمسافات كبيرة تعد بالاف السنين الضوئية , فعمر الإنسان الضعيف لا يمهلة الذهاب والعودة.
أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)
ومازال التحدي قائم إلى يوم القيامة.
من يعارض رسالة الحق فليأتنا بما عنده ونحن مستعدون للإستماع.
*****
إن الله تعالى أنزل رسالة الإسلام على قلب خير البشر
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فهل عارض تلك الرسالة معارض من التي تعبد من دون الله,؟
هل أرسلوا رسالة معارضة؟ , ما الذي أسكتهم إن كانوا حقا الهة.؟
أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)
تنزَّه وتعالى عما يشركون، فليس له شريك فى الملك، ولا شريك في الوحدانية والعبادة.
******
وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
" الولي "
الولي هو المحب الناصر المتولي أمر خلقه , المختصين بإحسانه ,
يقول تعالى: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ – 257 البقرة
ويقول تعالى: أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 9 الشورى
يقول تعالى منكرا على المشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله ومخبرا أنه هو الولي الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده فإنه هو القادر على إحياء الموتى وهو على كل شيء قدير
سبحانه وتعالى نعم المولى ونعم الوكيل.
*******
" الحميد "
الحميد هو المحمود على كل حال .. المستحق الحمد ..
الحميد بحمده نفسه أزلا , وبحمد عباده له أبدا , فهو الحميد المطلق
فالحمد لله في الأولى والأخرة.
قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ – 2 الفاتحة
أي الثناء على الله بمضمونها على أنه تعالى مالك لجميع الحمد من الخلق أو مستحق لأن يحمدوه.
قال تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى – 59 النمل
سبحانه فهو الحميد أزلا وأبدا وهو الحميد المطلق.
فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
****
" المحصي "
المحصي هو المحيط بكل موجود جملة وتفصيلا .. لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء
قال تعالى: لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا – 94 مريم
" لقد أحصاهم وعدهم عدا " أي قد علم عددهم منذ خلقهم إلى يوم القيامة ذكرهم وأنثاهم وصغيرهم وكبيرهم.
¥