الواجد المطلق هو المستغني بذاته عن كل شئ , والمستوفي لصفات الجلال
والكمال , فهو الذي أوجدنا من العدم , فالكون كله مفتقر إليه , حيث لا وجود لشئ في هذا الكون إلا والله أوجده.
فهو الواجد المطلق .. فكل شئ حاضر لديه. لا تخفى عليه خافية
قال تعالى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى – 6 وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى – 7 وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى – 8 الضحى
سبحانه هو الواجد.
******
الماجد
الماجد بمعنى المجيد , كالعالم بمعنى العليم.
قال تعالى: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ – 73 هود
أي هو الحميد في جميع أفعاله وأقواله محمود ممجد في صفاته وذاته ولهذا ثبت في الصحيحين أنهم قالوا: قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد "
فهو الماجد المطلق سبحانه وتعالى.
*******
الواحد
هو الواحد المطلق المنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله
والواحد المطلق الذي لا شبيه له ولا نظير , ولا ند ولا ضد ,
(ليس كمثله شئ -11 الشورى)
قال تعالى:وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ -163 البقرة
سبحان الواحد الأحد.
****
الصمد
الصمد هو الذي يقصد إليه في الحوائج , ويقصد إليه في الرغائب , ويفزع إليه في الشدائد.
ومعني صمد في اللغة من لا جوف له.
. تنزه الله تعالى عن التشبيه فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
فهو السيد الذي كمل سؤدده , والعظيم الذي قد كمل في عظمته , والحليم الذي كمل في حلمه , والعليم الذي كمل في علمه , والحكيم الذي كمل في حكمته ,
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ – 1 اللَّهُ الصَّمَدُ – 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ – 3
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ – 4 الإخلاص
سبحان الله الصمد
*******
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[20 Nov 2010, 02:43 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(5)
وبعض آيات من سورة الرحمن
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)
وأقيموا الوزن بالعدل, ,والعدل يجب أن يكون في جميع أمور الحياة ,
فهناك حقوق على الإنسان المؤمن أن يؤديها كلها ولا يفرط في واحدة منها وهي أربعة: حق الله تعالى .. , حق النفس .. , حق الناس .. , حق الأشياء.
وقد تبين في اللقاء السابق الحق الأول , وهو حق الله تعالى
أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا , وأن نطيع رسوله صلى الله عليه وسلم,
وأن نؤدي ما فرضه علينا من فرائض وأن نطبق شرعه.
فإن تحريم القتل وتحريم الزنا وتحريم السرقة وتحريم الربا وتحريم الخمر , كل هذه أمور يقر بتحريمها كل عقل سليم ..
فلا تستقيم حياة الإنسان على وجه الأرض بدون تحريم ما حرمه الله.
******
الحق الثاني , حق النفس
إن نفسك لها حق عليك فلا تضيعها , إن لبدنك عليك حق , ومن الأمور العجيبة أن الإنسان قد يحافظ على أشياء كثيرة من التلف والضياع وينسى نفسه , بل يسعى لتدميرها , فالمدخن مثلا بهذا العمل يدمر جسده ومع ذلك لا يقلع إلا من رحم الله , وبالمثل شرب المحرمات من الخمور أو المخدرات , أو الغرق في الشهوات والسهر في نوادي القمار إلى غير ذلك مما يؤدي بالقطع إلى هلاك الإنسان ,
قال تعالى: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ -194 البقرة
فعلى الإنسان العاقل أن يحمي نفسه من الضياع فإنها أمانة يجب المحافظة عليها لتعينك على أداء الفرائض وأداء العمل ,
فيجب عمل موازنة بين جميع الأمور فلا يغالي حتى في العبادة ,
¥