ـ[صابر عباس حسن]ــــــــ[14 Dec 2010, 10:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء التاسع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
(1)
وبعض آيات من سورة الملك
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر له: تبارك الذي بيده الملك " ورواه أهل السنن الأربعة من حديث شعبة - وقال الترمذي هذا حديث حسن
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)
ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)
إن المنهج القرآني في ترسيخ عقيدة التوحيد يوقظ القلب لرؤية قدرة الله سبحانه وتعالى الذي بيده الملك في هذا الكون الكبير يسيره كيف شاء .. وكأن كل يوم هو بعث جديد ومشهد جديد , تتملاه العين و يتأمله القلب فيذكر ربه سبحانه مالك الملك.
إن مشهد الكون العظيم من حولنا قد يزهل العقول من إتساعه الدائم العظيم
ومع وجود المجرات الهائلة ووجود ملايين النجوم وملايين الكواكب وملايين الأقمار وملايين الشهب , مع وجود هذا الكم الذي قد يعجز العقل عن إدراكه , إلا أنها تسير في مدارات محددة وفقا لسنن وقوانين وضعها الله تعالى لها لا تتعداه.
وإن كوكب الأرض يكاد لا يري بين هذه الكواكب و النجوم العملاقة والمجرات الهائلة
ولو شاهدنا الأرض من خلال هذا الكون الهائل , نراها مجرد حبة رمل في صحراء مترامية الأطراف ..
سبحان الله العظيم , هل أدرك الإنسان هذه الحقيقية وهو يحاول أن يكتشف
الكواكب والنجوم , إنها إطلالة في غاية الأهمية , أن نرى من خلال الأقمار الصناعية والمناظير العملاقة , هذا الإبداع الإلهي في الكون.
فخير الله عظيم, وبرُّه على جميع خلقه, فهو بيده مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما, نافذ فيهما أمره وقضاؤه, وهو على كل شيء قدير.
الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟
وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء, الغفور لمن تاب من عباده.
الذي خلق سبع سموات متناسقة, بعضها فوق بعض, ما ترى في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين, فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع؟
ثم أعد النظر مرة بعد مرة, يرجع إليك البصر ذليلا صاغرًا عن أن يرى نقصًا, وهو متعب كليل.
ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة, وجعلناها شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين, وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها.
طبقات الأرض السبعة
(الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية)
مع تطور أجهزة القياس ظهر للعلماء تمايزاً واضحاً بين أجزاء الأرض الداخلية. فلو نزلنا تحت القشرة الأرضية رأينا طبقة أخرى من الصخور الملتهبة، هي الغلاف الصخري. ثم تأتي بعدها ثلاث طبقات أخرى متمايزة من حيث الكثافة والضغط ودرجة الحرارة.
ولذلك وجد العلماء أنفسهم يصنفون طبقات الأرض إلى سبع طبقات، ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك.
وهو من الحقائق اليقينية التي يدرسونها لطلابهم في الجامعات. والتي يشاهدونها من خلال مقاييس الزلازل ومن الدراسة النظرية للحقل المغنطيسي للأرض وغير ذلك.
لقد وجد العلماء أيضاً أن الذرة تتألف من سبع طبقات، وهذا يؤكد وحدة الخلق، فالنظام الذي يحكم الكون كله واحد. فالأرض سبع طبقات، وكل ذرة من ذراتها سبع طبقات أيضاً.
طبقات الأرض السبعة تختلف اختلافاً جذرياً من حيث تركيبها وكثافتها ودرجة حرارتها ونوع المادة فيها.
¥