ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:07 ص]ـ
بارك الله بالأخ المشارك وأضيف معه الملاحظات التالية:
يسمى اليقطين بثلاثة أسماء وهي القرع واليقطين والدباء وكلها تعني نفس الثمرة. والدباء اسم يتنشر في اليمن على الأخص وقد ورد هذا اللفظ بالبخاري حينما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام وفد اليمن بأن نهاهم عن أربع وهي: الدباء والحنتم والنقير والمزفت. طبعاً هذه ألفاظ معروفة ولا داع للتعريج عليها.
وقد ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب اليقطين ففي الحديث كان يأكل الثريد باللحم والقرع أخرجه مسلم من حديث أنس وكان يحب القرع ويقول إنها شجرة أخي يونس عليه السلام أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القرع وقال النسائي الدباء وهو عند مسلم بلفظ تعجبه وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث أبي هريرة في قصة يونس فلفظته في أصل شجرة وهي الدباء قالت عائشة رضي الله عنها وكان يقول يا عائشة إذ طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء فإنه يشد قلب الحزين وهو في فوائد أبي بكر الشافعي
من خصائص ورق اليقطين أنه يلتقط الأغبرة بشكل جيد. ويونس عليه السلام كان مبتلاً ويحتاج الى مصد وواقي ليمنع عنه التصاق الأغبرة المنبعثة من الهواء فأنبت عليه سبحانه شجرة من يقطين فور أن قذفه الحوت من بطنه. إذ لم تكن نابتة قبلاً.
وبارك الله بكم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 10:02 ص]ـ
تخصيص ذكر الإنجاء من الغم والله أعلم لأن سيدنا يونس لما خرج مغاضباً من قومه كان مغموماً لأنهم لم يؤمنوا به وما جاء بعدها من إعياء وهزال وتعب هو نتيجة الغم والطب الحديث يذكر أن الغم والهم يصيب الإنسان بأوجاع وعوارض مشابهة تماماً لعوارض المرض العضوي إلى حد كبير. وربما يفرز الجسم البشري مواد سامة في حالة الغمّ والهم تُشعر الشخص بالتعب والإرهاق ولا يخفى علينا أن المغموم المهموم لا يأكل ولا ينام ولا يرتاح حتى ينكشف همه ويزول غمّه.
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[29 Jul 2010, 02:24 ص]ـ
إخواني الكرام بارك الله فيكم جميعا ورزقكم العلم والفقه وغفر لكم
وهذه وقفة عند معنى الغم حتى يتضح لماذا اقتصر الله عز وجل على ذكر الإنجاء من الغم
) فنجيناه من الغمّ .. (فما هو الغمّ؟ الظاهر الأول أنه الحزن و الكرب و الهم .. ولكن دعونا نضعها في سياقها , ونجمع معانيها و إحتمالاتها , ومواردها في الكتاب الأعظم , فما رسا وثبت فهو الحق. فالعرب تقول: غمّ الشيء , أي غطّاه. وأمْرٌ غُمة , أي أمر مبهم , ومنه آية سيدنا نوح , في سورة يونس:
(ثمَّ لا يكُن أمرُكُم عليكم غُمّةً) و ورود هذه الكلمة في حق النبييْن نوح ويونس , لأمر أهل للتدبر بذاته , خاصة وأن " الغم " الذي في حق نوح , يأتي بدلالة صريحة إلى ما سنذهب إليه ,
من دلالة " الإبهام " و التخليط. كما وتقول العرب: غُمّ , إذا استعجم ولم يستبين. كالقول المغمغم.
فالآن ينادي يونس في " الظلمات "، وهي أم " الغم " و إنعدام الرؤية , كما في حديث المعصوم عليه وآله الصلاة والسلام: " فإن غُمّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين " , وهو ما يصيب الناس حين يُغمى عليهم , فلا يرون ولا يسمعون ولا يدركون. وهو أيضا من الحديث الصحيح: " فإن أغمى عليكم فأكملوا العدة ".
و يظهر أن هذا " الغم " يصيب العبد عادة من " الظلم والعصيان " , حيث تضطرب عليه نفسه و تتنازع بين فطرته , وأوامر الله له , و بين ظلمه لنفسه وعصيانه.
وهذا هو منشأ " غمّ " يونس , حين عصى و خالف و ظلم:
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين , فاستجبنا له , فنجيناه من الغم) وهذا هو أيضا منشأ " غمّ " موسى الذي نجاه الله منه , حين قتل القبطي على سبيل الخطأ:
(قال رب إني ظلمت نفسي) (وقتلت نفساً فنجيناك من الغمّ) .. وهو نفسه منشأ غم المؤمنين في سورة آل عمران ,:
(حتى إذا فشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ...... فَأَثَابَكُمْ غَمَّاً بغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحزَنُوا) فهذا هو عين منشأ غم يونس , حين فشل و عصى و تنازعته نفسه , بين أمر الله و بين أمره من تلقاء نفسه , كما نهى الله نبيه محمداً في سورة " يونس " أن يأتي بشيء من تلقاء نفسه , مثلما فعل يونس من قبل فعصى وظلم (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم) ... (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً) فلم يعالج الله " الغم " بـ " أمنة النعاس " ? , إلا لما كان من الإضطراب و النزاع؟ , فللإضطراب النعاس , وللنزاع الأمنة ..
إذاً , " الغم " إبهام و إضطراب و ذهاب بالرؤية , و لنرجع إلى الآية التي جمع الله فيها بين " المنازعة والرؤية والغم " ..
(فشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ...... فَأَثَابَكُمْ غَمَّاً بغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحزَنُوا) والآن تتضح لنا مفاصل الحكمة وأركانها , من " الرؤية " التي بنينا عليها فهمنا وتدبرنا , ومن ضدها المتمثل في " الغم والظلمات (والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات) فمن يرد الله أن يهديه , ينجّه من " الغم والظلمات " , ثم إذا شاء أن يرفعه " أراه " فآمن ,
(وَ نَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)!.
بورك فيكم ودمتم طيبين
¥