تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واستمر هذا في السورة، حتى استوفت هذه الركيزة أكثر من نصف آياتها (16) آية من بين (31):

(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا)

لا بد من وضوح الغاية التي ترومها تماماً كالشمس كاشِحَة فكل ما قبلها يُبنى عليها

فمن أين تبدأ؟ وأي الوسائل لك أنجع؟ وما الأساليب التي بك أرفق؟

وما مراحل "السبيل"؟ وما هو لازم كل مرحلة؟ وما العوائق المحتملة؟

وغيرها كثير،،

كل ذلك لن تستطيع جوابه حتى تعقد العزائم على غاية تركض وتمشي وتزحف إليها،

وبين الناس من تفاوت الهمم في تحديد الغايات ما لا ينقضي العجب منه

فنفوس سمت فتعلقت بالعرش وأخرى غُمست في أُتون الحُش

فمن جعل غايته داراً كأسها (كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) فسيصل إليها بأسباب ووسائل،

ومن جعل مرامه (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) فهيهات لن يصل إليها بمجرد تلك الوسائل.

ولذا تبقى النهاية (الغاية) دوماً هي الأهم

فالبداية هي في تحديد النهاية، وبعد هذا تأتي تبعاً كل تفاصيل حياة "الإنسان"

،،،،،

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Aug 2010, 09:13 ص]ـ

فتح الله لك فتوح العارفين شينا الفاضل د. عصام وجزاك خيراً على هذه التأملات القرآنية البديعة.

وصدق أخي الدكتور عمر فيما قال فهذه التأملات لا تأتي عفو الخاطر فهذا القرآن لا يُخرِج كنوزه ولآلئه إلا غطّاس ماهر. جعلكم الله جميعاً من المتدبرين لكتاب الله تعالى والمستخرجين لهذه الكنوز التي تعصى على قارئ القرآن العادي.

ـ[باحثة علم]ــــــــ[02 Aug 2010, 09:23 ص]ـ

جزاك الله خيرا كثيرا على هذا الموضوع

بارك الله فيك

ـ[عصام العويد]ــــــــ[02 Aug 2010, 04:47 م]ـ

جزاكم الله جميعاً أيها الأكارم خيري الدنيا والآخرة.

وأسأل العليم الحفيظ سبحانه أن يعلمنا جميعاً ما ينفعنا، ويحفظنا من الخطل والزلل.

ـ[عصام العويد]ــــــــ[02 Aug 2010, 05:10 م]ـ

تعديل يسير:

"وبين الناس من تفاوت الهمم في الغايات مفاوزُ تبيد فيها الطيرُ الأوابد

فَمِن همة سمت فتعلقت بالعرش، لأخرى تتمرغ كلَّ يومٍ في اُتون الحُش،

فمَن جعل غايته (مزَاجُهَا كَافُورًا) فسيصل إليها بأسباب ووسائل،

ومن جعل مرامَه (يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)

فهيهات لن يصل إليها إلا بانقطاع الأنفاس واحتراق الأنامل"

ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[02 Aug 2010, 10:42 م]ـ

ما شاء الله، زادكم الله علماً ونوراً.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Aug 2010, 12:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه تأملات في (سورة الإنسان) طلب مني أخي المفسر الأديب الأريب د. عبدالرحمن الشهري

ما شاء الله تبارك الله.

أفكارٌ مُميزةٌ كصاحبها، وتأملاتٌ تلوحُ عليها أماراتُ التوفيقِ والسداد. أسأل الله أن ينفع بها، وأن يتقبل منك.

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Aug 2010, 02:39 ص]ـ

هذا تعليق مليح من تعليقات شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ على هذه السورة ـ والذي لم ينشر من قبل ـ، وهو تعليق في غير مظنته، إذ هو جزء من تعليقه على صحيح مسلم (كتاب الجمعة)، أهديه للشيخ عصام، إذ يقول رفع الله درجته في المهديين:

"بسط في ذكر الثواب أهل الخير والبر، وأوجز في ذكر عقاب المجرمين لسببين:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير