ونتمنى أن تخرج هذه الدرر في كتاب حسن الطباعة حسن الإخراج يليق بهذا الجهد المبارك ..
ـ[مركز تفسير]ــــــــ[13 Aug 2010, 10:48 م]ـ
تم ترشيح هذا الموضوع ضمن مسابقة الملتقى، يمكنك أخي العضو التصويت عليه أعلاه
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Aug 2010, 06:15 ص]ـ
بقيت الرابعة ..
رفع الله قدرك.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[17 Aug 2010, 09:22 ص]ـ
الركيزة الرابعة: التحديات والعوائق، وكيف يتغلب عليها؟
ذكرت "الإنسان" عائقين شاهقين كل واحد منهما يعوق دون الوصول للمأمول،
فأولها: عدوك الذي يحيط بك
وهما نوعان: آمر بالإثم أو بالكفر (وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) (24)،
والنص على (الإثم) فيه تنبيه إلى أسلوب قذرٍ قد يستخدمه أعداء الإيمان والنجاح، فهم إذا رأوا "الإنسان" الجاد في حياته السائرَ لغايته وعجزوا عن حَرفه عن طريقه؛ نثروا زخارف الإثم بين يديه وحفروا حبائل المال والنساء بين قدميه، لعل أن أحدها يكرفسه، فهم إن لم يحرفوا وجهه؛ فلا أقل عندهم من تلطيخ ثيابه.
و (مِن) في (مِنْهُمْ) للتبعيض، لأن لكل واحد منهم من الحذق في جانب من جوانب الصد عن الغاية ما ليس للآخر، فهذا (يهدد) وذاك (يُرغب) والثالث (يُداهن) والرابع (يشوه) والخامس (مُشفق) ... ، ستواجه ألوانا من المثبطين والمعوقين وبعضهم صادقُ النصحِ لكن أخطأ موضع القدم.
فالأمر الرباني لتجاوز هذه العقبة (لا تطع)، كل هؤلاء مع اختلاف مقاصدهم ووسائلهم وأساليبهم،
الجواب لهم جميعاً: (لا).
وثانيهما: عدوك الذي بين جنبيك، وهو نفسك إن تعلقت بالدنيا.
وهذا العائق إن سمحت ببنائه في فؤادك فهيهات الوصول لغايتك، فهو سد عالٍ مُصمَت لن تظهر عليه ولن تستطيع له نقبا، وله شقان (يُحِبُّونَ) و (يَذَرُونَ) ولنتأمل هذه الآية العظيمة:
(إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا) (27)
(إن) مؤكِدة (هؤلاء) ولم يقل "هم" لما في الإشارة في مثل هذا السياق من معنى التسفيه، (يحبون) فالمشكلة في أصلها قلبية "حب"وهي سبب انقطاعهم دون بلوغ آمالهم، (العاجلة) اغتروا بالمكسب القريب الحقير فألهاهم عن مواصلة المسير، (يذرون) ماضيها وَذَرَ وهو لا يطلق إلا فيما لا يعتد به، قال الراغب: يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به، وصيغة المضارع في (يذرون) تقتضي أنهم مستمرون على ذلك وأن ذلك متجدد فيهم ومتكرر، (وراءهم) خلف ظهورهم لعدم المبالاة، فهم يمشون وقد عكسوا الطريق فبدل أن تكون الغاية أمامهم يركضون لها، جعلوها خلف ظهورهم وركضوا عنها، فبالله متى يصل هؤلاء؟
وعلاج هذا التيه لا يكون إلا هنا في "الإنسان" (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ)، فهذه هي حقيقة الإنسان، وهذا مبدأ وختام حياته، وهذه وسائله وعوائقه، فلم يبق إلا (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا).
ياربنا اجعل "سورة الإنسان" حجة لنا لا علينا،،