ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Aug 2010, 06:46 م]ـ
لست من أهل الذكر، ولا انوي الإجابة عن السؤال. غير أن عنوان الموضوع استفزني.
فلو اراد أحدهم أن يجيب لأوقعته في حرج، خشية أن يظن به الناس أنه يرى نفسه من أهل الذكر.
ولو كان لأحد ممن لا يعتبرون أنفسهم من أهل الذكر جواب مفيد على سؤالك، فأنت توقعه أيضا في حرج، يجعله يتمنع عن إجابتك.
فانظر ماذا تريد؟ إجابة مفيدة عن سؤالك؟ أم حدثيا مع أحد أهل الذكر، وكان يمكنك التواصل مع أحدهم بالبريد الخاص لو أردت، عوض نشر السؤال للعموم؟
مع خالص التحية، ورمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Aug 2010, 07:38 م]ـ
لا أظن المسألة تحتاج إلى أهل الذكر باعتبار أنهم الراسخون في العلم؛ وأما إذا كان طلبة العلم يدخلون في أهل الذكر؛ فأقول:
1 - بنيت استنتاجك على أن الواو يفيد الترتيب والصحيح عند أهل العلم من النحاة البصريين وغيرهم أن الواو لا يفيد ترتيبا ولا عدمه.
2 - الأدلة على أن القرآن الكريم كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق أكثر وأشهر من أن تحتاج إلى استنباطات فيها تكلف ظاهر.
3 - الخلاف الذي وقع بين بعض علماء السلف ليس في حقيقة كونه مخلوقا أو عدمها على التحقيق؛ بل في إطلاق هذه العبارة "غير مخلوق" "مخلوق".
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Aug 2010, 10:32 م]ـ
أخي أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة
لقد سؤالاً وأجبته ولم يعد هناك ضرورة لا لأهل ذكر ولا غيره. ولكن با أن كم كبير من العلماء قالوا أن النبي محمد خير الخلق. فهل هذا يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام خير من العرش وهو مخلوق وخير أيضاً من الكرسي وهو مخلوق؟؟ وهل هو أيضاً أفضل من الجنّة؟ يا حبذا لو تجبني على تلك الأسئلة.
أما بالنسبة لتفسيرك للآية التي تفضلت وذكرت تلك اللطيفة حولها فأنا شخصياً استحسنتها واستحسنت ما ذكرته وهذا فتح فتحه الله عليك فلا أعدمك مثله. وبارك الله بك.
ـ[سامح عبد الحميد حمودة]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:35 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
زادك الله تواضعًا وفقهًا في اللغة أخي إبراهيم الحسيني.
وسريعًا حتى لا آخذ من رمضانكم شيئًا أنقل لكم ما في مغني اللبيب لابن هشام الجزء الأول 463، 464 نشر مكتبة سيد الشهداء: (قال ابن مالك: وكونها للمعيّة راجحٌ، وللترتيب كثير، ولعكسه قليل أهـ. ... وقولُ السيرافي "إن النحْويين واللُغويين أجمعوا على أنها لا تفيد الترتيب" مردودٌ، بل قال بإفادتها إياه: قطرب والربعي والفراء وثعلب وأبو عمر الزاهد وهشام والشافعي)
أما أخي المُكثر من الموضوعات الطيبة النافعة "تيسير الغول": فقد طرحتُ ما عنّ لي، ولم أتأكد يقينًا أنه الصواب، لذلك عرضتُ الأمر على أهل الذكر.
(مَنْ آتاه الله علمَ مسألةٍ فهو من أهل الذكر فيها، ولا يُشترط أن يكون مجتهدًا مطلقًا كالشافعي ومالك)
وجزاك الله خيرًا -أخي تيسير- على استحسانك ما أوردتُه، فقد أسعدني كثيرًا، طيّب الله خاطرك وجبرك.
وأكرر شكري للُغويّ الفذ الأستاذ الحسيني.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Aug 2010, 03:52 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
زادك الله تواضعًا وفقهًا في اللغة أخي إبراهيم الحسيني.
وسريعًا حتى لا آخذ من رمضانكم شيئًا أنقل لكم ما في مغني اللبيب لابن هشام الجزء الأول 463، 464 نشر مكتبة سيد الشهداء: (قال ابن مالك: وكونها للمعيّة راجحٌ، وللترتيب كثير، ولعكسه قليل أهـ. ... وقولُ السيرافي "إن النحْويين واللُغويين أجمعوا على أنها لا تفيد الترتيب" مردودٌ، بل قال بإفادتها إياه: قطرب والربعي والفراء وثعلب وأبو عمر الزاهد وهشام والشافعي)
أخي الكريم: المتواضع المدقق اللغوي.
لا أظن مسألة الواو وعدم إفادتها للترتيب عند البصريين - ومذهبهم أرجح وأكثر أدلة - أمر يحتاج إلى نقاش طويل؛ وخاصة عند أهل العلم باللغة من أمثالكم ..
وأعتقد أن مثلكم يفهم أن النقل من كتاب واحد ليس مهمة المحققين من أهل العلم وخاصة في المسائل الخلافية ..
وأما الكلام الذي نقلت؛ فلا يفيد أن الواو للترتيب؛ وإنما مقصود ابن مالك رحمه الله تعالى أنها تفيده غالبا؛ وهو خلاف الاستدلال بها على الترتيب كما لا يخفى على أمثالكم ..
وقد نص على ذلك في ألفيته المشهورة المتداولة حيث قال:
فَاعْطِفْ بِوَاوٍ لاَحِقاً أَوْ سَابِقاً ### فى الْحُكْمِ أَوْ مُصَاحِباً مُوَافِقاً.
قال شارحه ابن عقيل رحمه الله تعالى: "لما ذكر حروف العطف التسعة شرع في ذكر معانيها.
فالواو لمطلق الجمع عند البصريين فإذا قلت جاء زيد وعمرو دل ذلك على اجتماعهما في نسبة المجيء إليهما واحتمل كون عمرو جاء بعد زيد أو جاء قبله أو جاء مصاحبا له وإنما يتبين ذلك بالقرينة نحو جاء زيد وعمرو بعده وجاء زيد وعمرو قبله وجاء زيد وعمرو معه فيعطف بها اللاحق والسابق والمصاحب ومذهب الكوفيين أنها للترتيب ورد بقوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا}.
شرح ابن عقيل [3/ 226] "
وأصرح من ذلك وأوضح ما في تعجيل الندى بشرح قطر الندى [ص 260] حيث قال: الواو: وهي لمطلق الجمع والاشتراك في الحكم بين المعطوف والمعطوف عليه. ولا تفيد الترتيب ولا المعية إلا بقرينة. فقد يكون المعطوف متأخرًا عن المعطوف عليه، نحو: تولي الخلافة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} (2). وقد يكون المعطوف سابقًا للمعطوف عليه، نحو: تولى الخلافة عمر وأبو بكر. قال تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} (3). وقد يكون المعطوف مصاحباً للمعطوف عليه فلا تفيد ترتيباً، نحو: جاء خالد وعليٌّ معه. قال تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} "
ثانيا: بقي بعد الواو وجهان آخران لم تبين لي وجه ردهما حتى أستفيد منك.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.