تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا يؤثر عن ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه وأرضاه -، ولا أعلم له سندا صحيحا متصلا، لكنه أثر يُقبل إلى حد ما، لكن لا يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

(وقفات مع سورة الواقعة)

يسأل عن أصول التفسير – تفسير كتاب الله عز وجل – والكتب التي ينصح بها في ذلك. وفقكم الله.؟

أقول – والعلم عند الله – إن البداية لا تكون بقراءة أصول التفسير، فإنه لو قدرنا أن إنسانا قرأ مقدمة التفسير لابن تيمية - رحمة الله تعالى عليه – أو غيرها مما حرره بعض الأئمة، وأحسن فهمها وشرحها لا يستطيع أن يكون من اليوم التالي مفسرا هذا محال، لكن الأصل أن يقرأ الإنسان في كتب التفسير مباشرة كمرحلة أولى، يصاحبها هذا اطلاع تاريخي، وعجيب من إنسان لا يطلع على اللغة، ولا على التاريخ ويريد أن يصبح مفسرا أو حتى إماما في الدين، هذا محال؛ لأن هذه الأشياء مرتبطة بعضها ببعض، فمثلاً حتى يتضح السياق: الصديق - رضي الله تعالى عنه وأرضاه – أبو بكر قرشي بالاتفاق، لكن من أي القريش هو؟ من بني تيم، وبنو تيم لم يكونوا ذا شأن في قريش، يقول القائل:

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستنطقون وهم شهود

أي لا أحد يبحث عنهم إذا غابوا، وإذا حضروا ليس لهم دور في المجلس، من هذه القبيلة من هذا الفرع من قريش أخرج الله صديق هذه الأمة رضي الله عنه وأرضاه وأفضلها بعد نبيها الصديق أبا بكر. واضح. ما علاقة هذا؟

علاقة هذا العلم بالتاريخ هنا ينفعك في المجادلة في الحوار، الشيعة يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم في منقلبه ومنصرفه في حجة الوداع إلى المدينة عند غدير خُم، وصى ونص على أن عليا هو الخليفة بعده، ولكن الصحابة – فيما تزعم الشيعة – وعددهم مائة ألف اجتمعوا على أن يلغوا هذه الوصية ويعطوا الخلافة لأبي بكر، طبعا إذا جئت تناقش شيعيا لا يمكن أن تقول له قال البخاري؛ لأنه لا يؤمن بما في حديث البخاري، ولا يمكن أن تقبل أنت بما عنده في الكافي وغيره، فلا بد من الاحتكام للعقل، فإذا لجئنا للعقل نقول له: هل يعقل أن مائة ألف متفرقي القبائل، عدنانيون وقحطانيون، عرب شمال وعرب جنوب، يجتمعون جميعا من غير قوة، من غير سلطان، من غير أحد أعلى منهم، ثم يعطون الخلافة لرجل من بني تيم ليس له عضد يعضده، ليس له قوة ومنعة، حتى يقول: لو كان لأبي بكر قوة ومنعة لقلنا: إن الصحابة خافوا من قوة أبي بكر ومنعته فسلموه الخلافة، لكن كلنا نعرف وأنتم تعرفون أن أبا بكر من بني تيم ليس له عزوة عددية، قبلية، فهل يعقل أن الناس يبلغ عددهم مائة ألف كلهم يتواطئون ويتفقون رغم اختلاف مشاربهم، ونحلهم، وأعراقهم، ويأتون لرجل من بني تيم لا مال له، لا سلطان له، ولا ولد – يعني من كثرة -، ولا قبيلة لها صوتها في العرب تمنعه وترفعه، ويتركون بني هاشم، وبني مخزوم، وبني أمية وهم أرفع من تيم قوة، ويعطونها لرجل بهذه الصفة؟ هذا محال فيبطل استدلالهم بالعقل.

كذلك أن الإنسان إذا عرف التاريخ يعرف أن الدولة الأموية انتهت على يد أبي العباس السفاح، وأن عبدالله بن على عم العباس السفاح دخل دمشق وقتل خمسين ألف أمويا كلهم مسلمون، ثم إن بني العباس انقلبوا على أبناء عمومتهم - أبناء على علي بن أبي طالب – واقتتلوا على الملك، وابعد أبناء على بن أبي طالب وانفرد أبناء العباس بالخلافة، وقامت دولة بني العباس، موضع الشاهد في العلم التاريخي؛ أن الشيعة يقولون إنكم تقولون: إن الحق مع علي، نقول: نعم، إن الحق مع علي هذا بالاتفاق، لأن النبي قال في حق عمار: (تقتلك الفئة الباغية)، قالوا: بما أن الحق لم يكن مع معاوية وعمرو بن العاص يلزم، يجب – عندهم – أن نتبرأ من عمرو ومعاوية رضي الله تعالى عليهم، فنقول بحجتكم هذه يلزم أنكم أنتم لا تتولون آل البيت كلهم، كما اقتتل بنو علي وبنو العباس يلزم من قاعدتكم هذه؛ أن تتبرؤوا إما من بني علي وإما من بني العباس، لأنهم اقتتلوا كما اقتتل معاوية وكما اقتتل علي، وهم لا يتبرؤون لا من بني العباس ولا من بني علي، يوالون أهل البيت كلهم وموالاة أهل البيت حق، ومحبتهم دين، وملة، وقربة، لكن لا يتبرأ من أحدهما لأنها تنازعا، وكذلك لا يتبرأ من معاوية وعمرو رضي الله تعالى عنهما، ولا من علي رضي الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير