تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد كانت لي منذ عشر سنوات تقريبا تجربة جيدة في تدريس القرآن للمرحلة التمهيدية في إحدى المدارس الخاصة , وكم كانت تجربة مفيدة أرى ثمارها إلى يومنا هذا حين أصبحت أما أعلم أبنائي القرآن.

وبالنسبة للمشاهد التمثيلية التي تساعد في ايصال معاني الآيات للطفل. فأنا أرى ـ من وجهة نظري ـ أن الطفل الذي كان فيما مضى في الصف الأول والثاني ابتدائي غير قادر على أن يستوعب المشهد التمثيلي كما أشارت الأخت الفاضلة طالبة المغفرة أصبح الآن ومنذ المرحلة التمهيدية على استعداد ليتفهم أن ما يراه أمامه إنما هو تمثيل خاصة إذا نبه إلى ذلك. ففي خضم هذا العرض الهائل من القنوات الإعلامية التي وإن خلا منها بيت هذا الطفل فهو يراها في بيوت أقاربه وجيرانه. لابد أن يعجّل ذلك باستيعابه المبكر جدا (وربما قبل الرابعة من عمره) أن بعض المشاهد التي يراها في التلفاز: إنما هي ممثلة وليست حقيقية لنتعلم منها شيئا ما.

ومن واقع تجربتي وجدت أن بعض الآيات يصعب إيصال معناها للطفل بشكل كاف , وذلك خوفا من فهم الطفل لها فهما خاطئا , فتؤثر سلبا على نفسيته وبعض سلوكياته. فمتابعتك للصورة التي فهمها كل طفل عن الآيات التي تتحدث عن: الموت أو القبر أو الحساب , لتقومي بتصويبها والحصول على أثر ايجابي من فهمه لها قد يكون أمرا صعبا.

وأضرب مثالا على ذلك مطلع سورة التكاثر , فقد كنتُ حين أسهب بحماس في ضرب أمثلة مصورة أو ممثلة للآية الأولى فإني أكتفي بقراءة الآية الثانية دون إسهاب , وكذلك ما بعدها من آيات الوعيد. وجسدي يقشعر من قوتها علينا نحن الكبار , فكيف بتلك العقول البريئة. وقد وجدتُ أن لمجرد قراءتي للآيات بتأثر واضح دون الكثير من الشرح لهي رسالة كافية يتلقاها الطفل بشيء من الاحترام , ولعله وإن لم يستوعب فهمها فقد لا ينسى صورة معلمته ـ التي ألفها مبتهجة ـ حين حزنت لقراءة هذه الآيات , ثم رفعت يديها تدعوا الله أن يجمعنا وكل أصحابنا ووالدينا وأحبتنا في الجنة , وألا يجعل النار مثوانا.

أرجو لك وللجميع المزيد من التوفيق , وأنا أشجعك وأشجع كل من يحاول إضفاء التشويق والحركة على حصص القرآن التي قد تدعو الطفل ـ في هذا السن بالذات ـ إلى الملل بسبب ميلها إلى الرتابة , لننشأ جيلا محبا للقرآن.

بارك الله فيك أخيتي الحبيبة .. ولعلك تكتبي لنا تجربتك مع تدريس تمهيدي القرآن لنستفيد منها .. جزاك الله الجنة ووالديك وأبنائك ومن تعزين ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير