تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المنصور]ــــــــ[30 Aug 2010, 02:38 م]ـ

ذكره أبو حيان، فالضمير في الأخيرة (الأعراف) يعود للرب سبحانه وتعالى (قَالُو?اْ آمَنَّا بِرَبِّ ?لْعَالَمِينَ ( javascript:Open_Menu()) * رَبِّ مُوسَى? وَهَارُونَ ( javascript:Open_Menu()) * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ). ( javascript:Open_Menu())

قال أبو حيان: (والضمير في {به} عائد على الله تعالى لقولهم {قالوا آمنا برب العالمين}، وقيل يحتمل أن يعود على موسى وفي طه والشعراء يعود في قوله له على موسى لقوله {إنه لكبيركم} [الشعراء: 49]، وقيل آمنت به وآمنت له واحد).

وفقكم الله

ـ[محمد سهلي]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:58 م]ـ

أخي الفاضل،

لا شك أن ما قلته هو الصواب من الناحية اللغوية: ف"آمنتم به" تنصرف إلى الإيمان العقدي، أي الإيمان بأن موسى رسول رب العالمين و تبعا لذلك الإيمان بما جاء به إخبارا عن الله ورأسه الإيمان برب العالمين كما جاء على لسانهم، وأما "آمنتم له" فتنصرف إلى تصديق موسى فيما قال، ولكن على هذا المستوى اللغوي وفي هذه الحالة يتبين أن الحاصل من العبارتين متطابق وبهما يثبت الإيمان للسحرة، وإن كان في الأولى بطريق مباشر وفي الأخيرة بالإتباع أو التفويض، لأنهم يؤمنون لموسى فيما قال، وهو إنما قال إنه رسول رب العالمين {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الزخرف46 - ومثله ثبوت شهادة أبي بكر وعمررض2 على شهادة رسول الله صل1كما في الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث أبي هريرةرض1 و في باب العبادات نذكر صحة إهلال عليرض1 بإهلال رسول الله صل1في حجة الوداع دون علمه بتفاصيلها.

فإذا تبين أن المدخل اللغوي لا يسعف-فيما نعلم- في الكشف عن سر اختلاف حرف التعدية في الإخبار عن الواقعة الواحدة، مع التسليم بأن اختلاف المبنى لابد أن يكن لطائف معنوية لا تدرك إلا بالمدارسة الدقيقة، تعين البحث في مداخل أخرى كالسياق والمقام والخطاب.

فتعدد عبارات وأدوات وأساليب نقل القصة يفترض تعدد وتنوع العبر والدروس المحمولة إلى إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ المتلقي حسب السياق العام للسورة موضوعها وأسباب نزولها وكذا السياق الخاص للحكي القرآني.

و أنا أقترح توجيه النظر إلى في السياقات الثلاث (طه-الشعراء- الأعراف) إلى التبرير الذي قدمه فرعون لقرار البطش بالسحرة، ففي طه و الشعراء حيث "آمنتم له" لم يحملهم المسؤولية الكبرى في التآمر على ملكه وإنما اعتبرهم أتباعا ومسخرين لموسى و جنودا مأمورين < قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ > ومنتهى جريمتهم التصديق والتبعية، أما في الأعراف فقد رفع مستوى الإدانة واعتبرهم شركاء متآمرون متواطئون، على نفس المستوى من الإيمان بمشروع موسى وعلى قدر عال من الالتحام معه < قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ>. فيكون من إفادات السياق أن اللام في له للتصديق والمتابعة وان الباء في "به" للالتحام والمشاركة_

قد نتساءل الآن عن دلالة اضطراب أطروحة فرعون.

إن الاضطراب في مستوى تحميل المسؤولية وفي تحرير صك الاتهام يدل على أن التبرير كله لا أساس له وأن قرار البطش قرار طاغوتي تكبري لم يتأسس أصلا على تبرير ولا شورى، وإنما بحث له على عجل عن تبرير يقدم للرأي العام ويُلبس القرار لَبوس الحق وحماية المصلحة العامة. والأمر على هذا الحال مضطرد عند الطواغيت والجبابرة، إذ يبررون بطشهم بالدعاة والمصلحين ب "المؤامرة" على الأمن العام وحماية المصلحة العليا، ألا ترى إلى فرعون يتحول إلى حامي حمى الملة والدين وموسى خطر على الدين وناشر للفساد في أطروحة تبرير قرار قتله {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} غافر26 - .

و الله تعالى أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير