وسور ذو القرنين تختلف مواصفاته عن سور الصين العظيم (((آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)))
و الزبر هو قطع من الحديد و القطر هو النحاس. وضع ذو القرنين سداً ووضع وسطه قطعا من حديد ونحاس ثم صهره فما استطاعوا أن ينقبوه.
قال الإمام الرازي في تفسيره (21/ 169): الأظهر أن موضع السدين في ناحية الشمال، و قيل جبلان بين أرمينية و بين أذربيجان، و قيل هذا المكان في مقطع أرض الترك.
يقول العلامة القاسمي في تفسيره (11/ 4113 - 4114): الراجح أن السد كان موجوداً بإقليم داغستان التابع الآن لروسيا بين مدينتي دربند و خوزار، فإنه بينهما مضيق شهير يسمى (باب الحديد) و هو أثر سد حديدي قديم بين جبلين من جبال القوقاز ..
و يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن (4/ 2293 الهامش): كُشف سد بمقربة من مدينة (ترمذ) عرف بباب الحديد، و قد مر به في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي العالم الإسباني (سيلد برجر) و سجله في كتابه، و ذكره كذلك المؤرخ الإسباني (كلافيجو) في رحلته سنة (1403) و قال: إن سد مدينة باب الحديد على الطريق – سمرقند والهند .. و قد يكون هو السد الذي بناه ذو القرنين.
خلاصة الأمر أن السد الذي بناه ذو القرنين منذ آلاف السنين موجود حتى الآن؟ لكن لا نستطيع أن نجزم بمكان وجوده، مع أن هناك بعض العلامات و الدلالات التي تؤكد أنه موجود فعلاً في جمهورية جورجيا السوفيتية في فتحة داريال بجبال القوقاز، التي كانت القبائل المتوحشة تغير منها على مناطق جنوب القوقاز و شرق البحر الأسود وغرب بحر قزوين.
و قد تتبع أبو الكلام آزاد من خلال استقراء التاريخ .. فوصل إلى نفس ما هو قائم في الواقع، في جمهورية جورجيا السوفيتية الآن .. و هو كتل هائلة من الحديد المخلوط بالنحاس موجود في جبال القوقاز في منطقة مضيق داريال الجبلي ..
و هذه حقيقة قائمة لكل من أراد أن يراها .. جبال شاهقة تمتد من البحر الأسود حتى بحر قزوين التي تمتد لتصل بين البحرين طوال (1200كم)، و هي جبال التوائية حديثة التكوين، شامخة متجانسة التركيب، إلا من كتل هائلة من الحديد الصافي المخلوط بالنحاس الصافي في سد داريال .. تلك هي الثغرة المسدودة التي كان هؤلاء المتوحشون يغيرون منها ..
أما التغيرات الطبيعية .. فلم تنل من السد شيئاً، غير أن جسم الجبال الصخري (جبال القوقاز) من جانبي السد، تآكل بفعل عوامل التعرية .. على مدى هذا الزمن الطويل .. و صار هناك فراغ فيما بين الصخور الجبلية و جسم السد الحديدي النحاسي، الذي ظل شامخاً حتى الآن، ولا يستطيع إنسان أن ينقبه أو يعلوه .. و صدق الله العظيم {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً}. انظر مفاهيم جغرافية للدكتور عبد العليم خضر (ص 299، 313، 317).
ومع هذا الذي ذكرت يظل الأمر كله تخمينات وافتراضات، حتى يثبت شيء صحيح بالدليل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Feb 2005, 02:33 ص]ـ
فإن قيل أين يأجوج ومأجوج اليوم؟ وكيف يحجزهم السد. فإن قوماً يشربون بحيرة طبريا لا بد أن يكونوا بمئات الملايين.
والجواب أنهم قوم أخفاهم الله عنا إلى وقت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، فيظهرهم الله بقدرته تبارك وتعالى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Feb 2005, 01:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو تأمل كلام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (3/ 341) قال:
قوله تعالى: (قال هذا رحمة من ربى فإذا جآء وعد ربى جعله دكآء وكان وعد ربى حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور فجمعناهم جمعا):
اعلم أولا ـ أنا قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أنه إن كان لبعض الآيات بيان من القرآن لا يفي بإيضاح المقصود وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم فمنا نتمم بيانه بذكر السنة المبينة له وقد قدمنا أمثله متعددة لذلك.
¥