من خلال ما ذكر المؤلف في مقدمته وفي ضوء ما وقفت عليه أثناء قراءتي لتفسيره أستطيع أن أجمل أبرز الجوانب التفسيرية والمزايا العلمية التي ترسم الصورة الواضحة لهذا التفسير في النقاط التالية:
1/ اهتمامه بما يتعلق بالعقيدة وانتصاره لمذهب أهل السنة ويظهر ذلك جلياً في:
أ/ تنزيهه لمقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ونفيه لكل ما يخدش عصمتهم من ذلك: توهم صدور الذنب منهم، وعقد الفصول في إثبات عصمتهم وتوجيه ما يوهم منافاة العصمة مما حصل في قصصهم كما في قصة لوط ونوح ويوسف عليهم السلام.
ب/ رده على الفرق المبتدعة من المعتزلة والخوارج والمرجئة والرافضة وغيرهم ودحضه لمفترياتهم وتفنيد شبههم.
ج/تحريره لمذهبي السلف والخلف في آيات الصفات مع تأييده لمذهب السلف في ذلك ودعوته إلى وجوب اتباعه فيقول:
وللعلماء في آيات الصفات وأحاديث الصفات مذهبان:
أحدهما: وهو مذهب سلف هذه الأمة وأعلام أهل السنة:
الإيمان والتسليم لما جاء في آيات الصفات وأحاديث الصفات وأنه يجب علينا الإيمان بظاهرها ونؤمن به كما جاءت ونكل علمها إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى اللع عليه وسلم مع الإيمان والاعتقاد بأن الله تعالى منزه عن سمات الحدوث وعن الحركة والسكون.
ونقل عن الزهري والأوزاعي ومالك وابن المبارك وسفيان الثوري والليث بن سعد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية أنهم كانوا يقولون فيها أقرؤها كما جاءت بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل. ثم قال: هذا مذهب أهل السنة ومعتقد سلف الأمة.
ثم يذكر مذهب الخلف في التأويل بعد ذلك ويقول في موضع آخر: فيجب على المسلم أن يمره على ما جاء
عقد فصولاً متنوعة في بيان المعجزة وكونها دليلاً على صدق الرسل عليهم الصلاة والسلام في إثبات عذاب القبر، في خلود الجنة والنار .... في أن الأنبياء أفضل من الملائكة والرد على من زعم خلاف ذلك، في الدفاع عن الصحابة رضي الله عنهم وبيان فضلهم وغير ذلك من الفصول.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[13 Feb 2005, 08:44 ص]ـ
2 - اهتمامه بالتفسير بالرواية وإكثاره منه حتى ما كاد تخلو صفحة من صفحات كتابه من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أثر عن الصحابة أو التابعين رضي الله عنهم.
3 - عنايته بالحديث النبوي الشريف والتزامه ببيان حكمه وشرح غريبه وحل مشكلاته -إن مجدت- ودفع ما يوهم التعارض من ذلك.
وقد كان من منهجه استعمال الرموز في عزو الحديث غالباً وإنك لترى (ق، خ، م) ظاهرة كثيرة منورة لصفحات كتابه رحمه الله تعالى.
4 - عنايته بآيات الأحكام وذكر خلاصة الحكم فيما يورده من المسائل دون التوسع غالباً في التفريعات الفقهية والخلافات المذهبية وقد يعقد الفصول لذلك.
5 - اعتماده على أمهات كتب التفسير ونقله لآراء جهابذة العلماء من المفسرين والمحدثين والفقهاء وأهل اللغة وغيرهم. كمجاهد والثوري وابن عيينة والزهري وابن المبارك والخطابي والطبري والزمخشري وابن الجوزي والرازي وابن عطية والقرطبي والواحدي والأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والأوزاعي والزجاج والفراء والأزهري وأبي عبيد والجرجاني وغيرهم.
6 - اعتماده أسلوب الترجيح أو التصحيح أو الجمع لكثير من الخلافات والوجوه التي يوردها وإن كان ذلك ليس مطرداً في تفسيره
7 - له تحقيقات علمية نافعة مثل:
أ/ دفع توهم عزل أبي بكر بإرسال علي ببراءة رضي الله عنهما
ب/ توضيح المراد بقوله تعالى:" عفا الله عنك لم أذنت لهم " التوبة /43 - والرد على من استدل بها على جواز صدور الذنوب عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ج/تحقيق في عمر النبي صلى الله عليه وسلم عند قوله تعالى:" فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون " - يونس /16 - .
د/ استنباط أفضلية نبينا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام من قوله تعالى:" فبهداهم اقتده " - الأنعام /90 - .
هـ / بيان المراد من قوله تعالى: " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك ". - يونس /94 - ودفع توهم حصول الشك من النبي صلى الله عليه وسلم.
و/ تحقيق في أن صلة الرحم تزيد في العمر وبيان الصحيح من أقوال العلماء في ذلك.
¥