ز/ بيان التفسير الصحيح لقوله تعالى:" يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك " - التحريم /1 - والتحقيق فيمن تظاهر على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك كثير في تفسيره - رحمه الله تعالى -
8 - تتبعه لأخطاء بعض المفسرين وبيان وجه الحق في ذلك كما في مناقشته للرازي والزمخشري في قصة غرق فرعون واستبعادهما أن يدس جبريل عليه السلام الطين في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة فيقول: والجواب عن هذا الاعتراض: أن الحديث قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا اعتراض عليه لأحد ثم يقبض في الرد ودفع الإشكال في فصلين عقدهما لذلك.
وقال عن طول عوج بن عنق الذي نقله هن الإمام البغوي: فيه نظر لأن آدم عليه السلام كان طوله على ما ورد في الأحاديث الصحيحة ستين ذراعاً
ونقل البغوي أيضاً: أن بابل إنما سميت بذلك لأن ألسنة الناس تبلبلت من الفزع حين سقط الصرح الذي بناه نمرود بن كنعان الجبار ليصعد إلى السماء وأن لسان الناس كان قبل ذلك السريانية ثم قال:
قلت: هكذا ذكره البغوي وفي هذا نظر لأن صالحاً عليه السلام كان قبلهم وكان يتكلم العربية وكان أهل اليمن عرباً منهم: جرهم الذين نشأ إسماعيل بينهم وتعلم منهم العربية وكانت قبائل من العرب قديمة قبل إبراهيم عليه السلام مثل: طسم وجديس وكل هؤلاء عرب تكلموا في قديم الزمان بالعربية ويدل على صحة هذا: قوله تعالى:" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "
9 - اهتمامه البالغ بما بهذب الأخلاق ويقوي العزائم ويزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة ويذكر بالله تعالى واليوم الآخر ولا غرو فهو الواعظ الفذ والمذكر الفطن ولذا فهو كثيراً ما يستشهد بأبيات الزهد والرقائق وينقل عن الحسن البصري وأمثاله ..... وهذا يتمشى مه جانب الهداية الذي أنزل من أجله القرآن.
10 - له عناية بذكر الفصول المتنوعة فيما يرى أن له تعلقاً بالآية وكأنه يرى أن هذه الفصول ليست من باب التفسير إنما هي من باب تمام الفائدة ..... والحق أقول: إنها فصول علمية نافعة يمكن أن تستل من التفسير وتحقق تحقيقاً علمياً ثم تنشر كأبحاث مستقلة وهي كثيرة جداً ومتفاوتة بين البسط والاختصار والتوسط.
11 - رده لكثير من الإسرائيليات كما سنرى بعد قليل وفي هذا يقول الشيخ الزرقاني - رحمه الله تعالى -: ومن مزاياه أنه يتبع القصة ببيان ما فيها من باطل حتى لا ينخدع بها ولا يفتن جاهل. أقول: ولو سلك - رحمه الله تعالى- هذا الخط في جميع تفسيره لكان من أحسن التفاسير وأنفعها.
12 - يعنى بذكر بعض علوم القرآن كأسباب النزول لا سيما في مفتتح تفسير السور وبيان الناسخ والمنسوخ وقد يعقد لذلك فصولاً والقراءات وغير ذلك.
وقد عقد بعض الفصول في مقدمته مثل: جمع القرآن، وترتيب نزوله، وكونه نزل على سبعة أحرف وبيان معنى التفسير والتأويل وغير ذلك.
13 - وضوح الأسلوب وحسن الصياغة مع مراعاة الإيجاز وحسن الترتيب بعيداً عن لغة التعقيد والغموض.
14 - اختياره تفسير معالم التنزيل للإمام البغوي ت:516هـ، وانتخابه من غرر فوائده ودرر فرائده لما له من مكانة عالية بين التفاسير وما يظنه البعض من أنه اقتصر على تلخيصه واكتفى بنقل عبارته غير صحيح بل لقد زاد عليه فوائد و فرائد في جوانب من العلم متعددة وله عليه بعض الملاحظات كما أنه حافل بالنقول الأخرى والتحقيقات وغير ذلك مما يتضح لمن يقلب صفحات التفسير ومما تجدر ملاحظته هنا أن تفسير البغوي تفسير بالرواية وتفسير الخازن تفسير بالدراية.
15 - وقد جاء التفسير شاملاً لكل آيات الكتاب الكريم متوسط الحجم حيث يقع في أربع مجلدات من القطع الكبير وقد طبع عدة طبعات.
16 - وبالجملة: فهذا التفسير معدود ضمن التفاسير بالدراية وأنه قد توافرت فيه الشروط التي لا بد منها لأباحة التفسير بالرأي كما قد اشتمل على جملة واسعة من الأحاديث والآثار.
هذا: وقد يقال: إن بعض ما ذكرته في هذه الجوانب هو من لوازم التفسير فلا ميزة للخازن فيها ونقول: إن الغرض من هذا العرض المختصر الدفاع عن الخازن وتفسيره في أنه لا يقل شأناً عن جل التفاسير النافعة وإنه حري بالدراسة والانتفاع به بدل التحذير منه والتنفير عنه والله اعلم
وأما الإسرائيليات: فسنجعل الكلام حولها في أربع نقاط:
الأولى: في معناها وبيان المراد منها.
¥