ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 12:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، وأشكرك على الشروع في تنفيذ فكرتك حول تفسير ابن عاشور. لعلك تقوم بوضع رقم لكل حلقة حتى يتسنى مستقبلاً ترتيبها حسب كتابتك لها. وفقك الله ونفعنا وإياك بالعلم.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[17 Feb 2005, 12:54 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سبحان الله - ليلا بالأمس طرح علي صديقي تفسير هذا الآية
و اليوم كنت في منتدى " سفينة النجاة " فحملت برنامج التفسير ثم ضغطت على الرابط
فحولني الي هذا المنتدى المبارك
فأول ما لفت نظري هذا الموضوع -- و قلت في نفسي سبحان الله -- بهذه السرعة
فبالإمس - قلت لصديقي - ان هذه الآية لا أعرف تفسيرها و لا معناها
فهي محيرتني شويه -- فالصراحة سمعت و قرأت الكثير التفاسير حولها
و معظم هذه التفاسير متشابه
و لكي أصدقكم القول -- لم اقتنع فيها - و لكنني مؤمن مسلم بها
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (آل عمران: 7)
فيا إخواني - عند إشكالية - لو تفضلتم أن توضحوها لي
في ظاهر هذ الآية -
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب: 72)
انها تخالف آية
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56)
ثم - كيف عرضت علينا - هل المقصود هنا هو أبونا آدم - أم عرضت علينا جميعا
فمثلا - لو جاءني ملحد أو مشكك و قال لي لم يعرض علي اي شيء - فكيف تقولون
بأن الله سبحانه وتعالى عرض علينا الأمانة
الرجاء - التوضيح بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2005, 01:03 م]ـ
حياكم الله أخي الهاوي في ملتقى أهل التفسير. وسيجيبك الدكتور أبو زينب إن شاء الله فانتظر وفقك الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Feb 2005, 02:02 م]ـ
شكر ألله لك أبا زينب هذا المشروع، ولعلك تختار بعض الآيات المشكلة وتعرض رأي الطاهر بن عاشور فيها.
اما هذه الآية التي هي من الآيات المشكلة في التفسير، فإني قد استعرضت أراء المفسرين فيها، وقد ظهر لي بعد ذلك أن (أل) في الأمانة للعهد، وهذا العهد لمن كُلِّم أولاً بهذا الخطاب من الخلق ـ وهم السموات والأرض والجبال والإنسان ـ فاختار الإنسان حمل هذه الأمانة، واعتذرت عنها هذه المخلوقات.
والأمانة ـ فيما ظهر لي ـ هي أمانة التكليف، وهي حرية الاختيار في قبول الأمروالنهي، وإذا تأملت أقوال المفسرين في الأمانة وجدتها أمثلة لأمور تكليفية، وليس مرادهم أن هذا الممثل به هو الأمانة المعروضة فقط، بل أرادوا أن ينبهوا على جنس الأمانة المعروضة، والله أعلم.
وإذا تدبرت حال المخلوقات وجدت أن كل المخلوقات سوى الإنسان ـ والجِنُّ تبعٌ لهم ـ يفعلون الأمر، ولا يمكن لهم المعصية، فليس لهم اختيار في ذلك، كذا هي عبوديتهم التي خلقهم الله لها.
أما الإنسان فله حرية الاختيار في الأمر الشرعي، حرية أن يفعل أو لا يفعل، لذا كان الناس على فريقين: أهل الإيمان، وأهل الكفر.
فعبودية المخلوقات لله تختلف، ولا يخرج أحد عن عبودية الله، لكن كلٌ بحسبه، لذا أخبرنا الله عن سجود الخلق وعن تسبيحهم، وعن بعض أعمال الطاعات الأخرى لهم، فهم يعملونها طوعًا، وليس لهم اختيارفي أن يفعلوا أو لا يفعلوا كما هو الحال في الإنسان.
فوائد متممة:
الأولى: إن الجن تبع للإنس في الأحكام الشرعية، وهم من جنس الإنس في التكليف، كما أنه مخاطبون بما يُخاطب به الإنس من التكاليف، فكل تكليف خوطب به الإنس فالجنُّ تبع لهم، وهذا ظاهر باستقراء حال الجن ومرتبهم من الإنس، لذا لو استشكل مستشكل لم لم يُذكر الجن في حمل الأمانة مع أنهم مثل الإنس في هذا الأمر، فهذا التنبه هو الجواب المناسب له، والله أعلم.
الثانية: الأمر في القرآن على قسمين:
الأول: الأمر الكوني القدري، وهذا لا يمكن لأحد من الخلق كائنًا من كان أن يخرج عنه أو يستطيع مخالفته، ومن أمثلته قوله تعالى: (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها)، وهذا الأمر القدري الكوني لا يستطيع أحد ردَّه ولا مخالفته، لذا قالت الملائكة لإبراهيم عليه السلام (يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك).
الثاني: الأمر الشرعي، ويدخل فيه جميع أوامر الله الشرعية التي أمر الله بها المكلفين من عباده أن يفعلوها، والناس في هذه الأوامر الشرعية على قسمين: بعضهم يفعل فيكون من المطيعين، وبعضهم لا يفعل فيكون من العاصين، وهذا القسم هو الذي يدخله اختيار الإنسان، وبه صار مكلَّفا، والله أعلم.
¥