ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Feb 2005, 05:53 م]ـ
أخي أبا زينب حفظه الله ورعاه
هل أفهم من كلام العلامة إبن عاشور أن العرض للأمانة على السماوات والأرض والجبال كان عرضا حقيقيا؟؟
((إِنَّا عَرَضْنَا ?لأَمَانَةَ عَلَى ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ وَ?لْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ?لإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً))
هل من الممكن أن يفهم مفسر أن الكلام عن العرض على السماوات والارض والجبال كان للدلالة على عظم أمر الامانة المعروضة؟ ---وإلا فهل يملك مخلوق أن يأبى ما عرض عليه المولى؟؟
ـ[أبو زينب]ــــــــ[19 Feb 2005, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستاذنا و شيخنا مساعد الطيار بارك الله فيك و في علمك
كنت و مازلت أنتظر و أتابع مداخلاتكم القيمة لما فيها من فوائد مهمة و نصائح جمة.
فجزاكم الله كل خير و زادكم من فضله.
أخي الفاضل جمال
جوابا على أسئلتك الثلاثة أقول:
1 - هل أفهم من كلام العلامة إبن عاشور أن العرض للأمانة على السماوات والأرض والجبال كان عرضا حقيقيا؟؟
لاشك أخي جمال أنك اطلعت على كلام ابن عاشور فهو يؤكد أن هذا العرض كان في مبدأ تكوين العالم ونوعِ الإنسان لأنه لما ذكرت فيه السماوات والأرض والجبال مع الإِنسان علم أن المراد بالإِنسان نوعه لأنه لو أريد بعض أفراده ولو في أول النشأة لمَا كان في تحمل ذلك الفرد الأمانة ارتباطٌ بتعذيب المنافقين والمشركين، ولَمَا كان في تحمل بعض أفراده دون بعض الأمانةَ حكمة مناسبة لتصرفات الله تعالى. فتعريف {الإنسان} تعريف الجنس، أي نوع الإِنسان
2 - هل من الممكن أن يفهم مفسر أن الكلام عن العرض على السماوات والارض والجبال كان للدلالة على عظم أمر الامانة المعروضة؟
الجواب هنا أيضا نعم.فهو يقول: وفائدة هذا التمثيل تعظيم أمر هذه الأمانة إذ بلغت أن لا يطيق تحملها ما هو أعظم ما يبصره الناس من أجناس الموجودات. فتخصيص {السماوات والأرض} بالذكر من بين الموجودات لأنهما أعظم المعروف للناس من الموجودات، وعطف الجبال على {الأرض} وهي منها لأن الجبال أعظم الأجزاء المعروفة من ظاهر الأرض وهي التي شاهد الأبصارُ عظمتها إذ الأبصار لا ترى الكرة الأرضية كما قال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}
[الحشر: 21].
3 - هل يملك مخلوق أن يأبى ما عرض عليه المولى؟؟
الإباء هنا لم يكن من باب العصيان كإباء إبليس (في قوله تعالى: "إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين " الحجر31) و ذلك لسببين (الرازي):
• أولا: الأمانة هنا كانت عرضا بينما الأمر بالسجود لآدم كان فرضا.
• ثانيا:إباء إبليس كان استكبارا و إباء السموات و الأرض كان استصغارا بدليل أنهن أشفقن منها.
و أكمل بلطيفة ذكرها الرازي: في قوله " و حملها الإنسان " إشارة إلى أن في الأمانة مشقة لذلك لم يقل فأبين أن يقبلنها و قبلها الإنسان. ثم إن في الحمل إشارة إلى استحقاق الأجر عليه أي على حمل الأمانة بل و استحقاق الزيادة في حال رعايتها حق الرعاية.
أخي الهاوي
مرحبا بك بين أهلك. أرجو المعذرة لتأخري في الرد على تساؤلاتك. أعدك بالجواب في أقرب وقت بإذن الله (غدا؟)
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 Feb 2005, 04:58 ص]ـ
سلمت يمناك ولم أنس فضلك
ـ[أبو زينب]ــــــــ[20 Feb 2005, 08:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الهاوي هدانا الله و إياك إلى سواء السبيل.
أولا:
يقول الله سبحانه و تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} الأحزاب 72.
وقع خلاف بين العلماء في كيفية العرض و حقيقته.فمنهم من رأى أن العرض حقيقة , وقع على السموات و الأرض و الجبال و الإنسان. و منهم من رأى أن العرض مجاز و تمثيل: فالمعنى أن الله قايس ثقل الأمانة بقوة السموات و الأرض و الجبال فرأى أنها لا تطيقها و أنها لو تكلمت لأبت و أشفقت فعبر عن هذا المعنى بقوله " إنا عرضنا الأمانة " و هذا كما تقول: عرضت الحمل على البعير فأباه. و أنت تريد قايستُ قوته بثقل الحمل فرأيت أنها تقصر عنه.
¥