تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بودي أن أرى مشاركة الشيخ إبراهيم الدوسري في هذا الموضوع

ومشاركات بقية المشايخ وطلبة العلم

ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[14 Mar 2005, 10:49 م]ـ

يرفع

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[17 Mar 2005, 06:53 م]ـ

نرجو منكم المشاركة في الموضوع

ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[20 Mar 2005, 11:26 م]ـ

أخشى أنكم نسيتم الموضوع

هل تقليد صوت القراء بدعة؟

ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[24 Jun 2005, 02:11 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ووصحبه أجمعين، وبعد: فإن من نعم الله عزوجل أن وهب لنا هذه النعمة العظيمة؛ الدعوة عبر الشبكة العنكبوتية، وأصبح باب الحوار والنقاش مفتوحاً، وتبادل الآراء سهلاً.

وإنني كنت منشغلاً عن الرد عما ذكره الدكتور / موراني بخصوص التغني بالقرآن. فقد رددت عليه سابقاً حيث قال: إن السلف كرهوا التغني بالقرآن. فقلت حينئذ: إن ذلك مخالف للأحاديث الواردة في الحث على التغني بالقرآن ومنها حديث أبي هريرة في صحيح البخاري مرفوعاً: "لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن"، وحديث سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني.

ثم وجدت تعقيبين للدكتور / موراني حيث ذكر أن هذه المسألة خلافية وأنني لم أذكر الآراء الأخرى لسبب ما! وفي التعقيب الآخر أورد عبارة للإمام الحافظ ابن حبان حيث قال: "قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن يريد يتحزن به وليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى به ... " كل هذا ليرد علي بأنه ليس المراد التغني وتحسين الصوت مع أن الحديث دلالته ظاهرة وبينة.

وأقول في هذا المقال رادًّا عليه: إن ما ادعاه الدكتور مخالف للأدلة الصحيحة الصريحة وإجماع الأمة. وقبل أن أسرد الأدلة وأقوال العلماء؛ أذكر هنا ما يتعلق بالإجماع في المسألة. قال الإمام الحافظ النووي في (التبيان في آداب حملة القرآن 87): "أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن، وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة، فنحن مستغنون عن نقل شيء من أفرادها".

ولعلي لست في حاجة إلى ذكر الأدلة، فالأدلة موجودة ويبقى النظر في الفهم. فإذا اختلفت الأفهام فالقاعدة: هي الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وفهم السلف. فإذا نظرنا في كتاب الله فليس فيه آية تدل على الحث على تحسين الصوت في أثناء التلاوة. أما السنة فقد أوردنا حديثين سالفاً وهنا أضيف حديثاً آخر صريحاً وهو حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم" رواه أبو داود والنسائي وهو حديث صحيح صححه الألباني وعبدالقادر الأرناؤوط.

ثم ننظر إلى فهم العلماء وأئمة المسلمين. وإنني لأعجب أشد العجب كيف يستدل الدكتور بقول ابن حاتم في الرد عليَّ مع أن كلامه موافق لما قلت. ولعلي أورد هنا العبارة كاملة ليتبين المراد؛ قال الإمام أبو حاتم بن حبان في صحيحه بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط 3/ 29: "قوله صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن يريد يتحزن به وليس هذا من الغنية، ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى به ولم يقل يتغنى به. وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع ولكن التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان الأسف والتلهف الأسف على ما وقع من التقصير والتلهف على ما يؤمل من التوقير، فإذا تألم القلب وتوجع وتحزن الصوت ورجع بدر الجفن بالدموع والقلب باللموع فحينئذ يستلذ المتهجد بالمناجاة ويفر من الخلق إلى وكر الخلوات رجاء غفران السالف من الذنوب والتجاوز عن الجنايات والعيوب فنسأل الله التوفيق له".

فإن مراد ابن حبان: الرد على من فسر التغني بالاستغناء أو الغنية وكذلك أنكر التكلف في القراءة بلا خشوع ووقار، أما القراءة الحسنة الصوت الخاشعة فهي مطلوبة، وهذا الذي نقوله وندعو إليه. ثم هب أن ابن حبان وافق الدكتور فنقول: إن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن المراد بالتغني: تحسين الصوت. قال الإمام النووي رحمه الله في (التبيان 88): "قال جمهور العلماء: معنى لم يتغن لم يحسِّن صوته".

وللأمانة العلمية نقول: إن بعض الأئمة قد نقل عنهم ما يدل على إنكار التطريب والتحسين فنجيب على هذا الإشكال: أما إنكارهم فكما نقل عن الشافعي رحمه الله حيث روي عنه أنه كرهه، ولكن حقق بعض علماء الشافعية أن محل الإنكار فيما إذا كانت القراءة بالإفراط بالتمطيط ومجاوزة الحد أما إذا كانت بدونها فلا بأس (انظر التبيان للنووي 89). بل أوضح الإمام الطبري مراد الشافعي فنقل الحافظ ابن حجر عن الطبري في (فتح الباري 9/ 70) قال: "وذكر الطبري عن الشافعي أنه سئل عن تأويل بن عيينة التغني بالاستغناء فلم يرضعه، وقال: لو أراد الاستغناء لقال لم يستغن وإنما أراد تحسين الصوت " ثم نقل عن ابن بطال: "قال ابن بطال: وبذلك فسره بن أبي مليكة وعبد الله بن المبارك والنضر بن شميل. ويؤيده رواية عبد الأعلى عن معمر عن ابن شهاب في حديث الباب بلفظ: "ما أذن لنبي في الترنم في القرآن .. " أخرجه الطبري" ا. هـ.

وفي الختام ألخص هذا التحقيق في نقاط تالية:

1 - قد دلت الأحاديث الصحيحة الصريحة على استحباب التغني والترنم بالقرآن.

2 - قد دل الإجماع على استحباب تحسين الصوت في أثناء التلاوة.

3 - ذهب جمهور العلماء إلى أن المراد بالتغني: تحسين الصوت.

4 - ما نقل عن بعض الأئمة في كراهة التغني والتطريب محمول على الإفراط في التمطيط ومجاوزة الحد.

وأعتقد أن هذا البحث المتواضع كافٍ لطالب الحق. وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير