{يأيها الذين آمنوا} تصديره بحرف النداء والتنبيه لإظهار كمال العناية بمضمونه،-روى-أن تميم بن أوس الداري وعدي بن زيد خرجا إاى الشام في تجارة، وكانا حينئذ نصرانيين ... -وساق الخبر- فنزلت {يأيها الذين آمنوا} واتفق العلماء على أن هذه الآية أشكل ما في القرآن إعراباً ونظما وحكماً.
{شهادة بينكم} أي شهادة الخصومات الجارية بينكم، فبين: ظرف أضيف إليه شهادة على طريق الاتساع ... وارتفاع الشهادة على أنها مبتدأ {إذا حضر أحدكم الموت} أي شارفه وظهرت علائمه، ظرف للشهادة.
{حين الوصية} بدل من الظرف، وفي إبداله منه تنبيه على أن الوصية من المهمات المقررة التي لاينبغي أن يتهاون بها المسلم ويذهل عنها.
{اثنان} خبر للمبتدأ بتقدير المضاف لئلا يلزم حمل العين على المعنى، أي شهادة بينكم حينئذ شهادة اثنين، أو فاعل شهادة بينكم على أن خبرها محذوف، أي فيما ننزل عليكم أن يشهد بينكم اثنان.
{ذوا عدل منكم} هما صفتان للإثنان، أي صاحبا دين وعقل من أقاربكم.
{أو آخران من غيركم} عطف على اثنان، أو شهادة عدلين آخرين من غيركم من الأجانب، ومن غير أهل دينكم، أي من أهل الذمة، وقد كان ذلك في بدء الإسلام لعزة وجود المسلمين لاسيما في السفر، ثم نسخ بقوله تعالى {وأشهدوا ذوي عدل منكم}.
???????????????????????????
{فطفق مسحاً} الفاء فصيحة مفصحة عن جملة قد حذفت ثقة بدلالة الحال عليها، وإيذانا بغاية سرعة الامتثال بالأمر، وطفق من أفعال المقاربة الدالة على شروع فاعلها في مضمون الخبر، فهو بمعنى أخذ وشرع، ... .
والمسح إمرار اليد على الشيء، والجمهور على أن المراد به هنا القطع، من قولهم مسح علاوته أي ضرب عنقه ... قال في المفردات: مسحته بالسيف كناية عن الضرب.
والساق ما بين الكعبين كعب الركبة وكعب الرجل ... أي يقطع أعناقها ويعرقب أرجلها.
وفي الآية إشارة إلى أن حب غير الله شاغل عن الله وموجب للحجاب، وأن كل محبوب سوى الله إذا حجبك عن الله لحظة يلزمك أن تعالجه بسيف نفي لا إله إلا الله.
قال الإمام في تفسيره:-وذكر الرواية في قصة سليمان إلى أن قال – ثم إنه أمر الرائضين أن يردوها فردوا تلك الخيل إليه، فلما عادت طفق يمسح سوقها وأعناقها، أي بيده حباً لها وتشريفاً وإبانةً لعزتها لكونها من أعظم الأعوان في قهر الأعداء وإعلاء الدين، وهو قول الزهري وابن كيسان.
وليس فيه نسبة شيء من المنكرات إلى سليمان? فهو أحق بالقبول عند أولي الأفهام.
قال الباحث عفا الله عنه: والقول بأن المسح إمرار اليد هو الصواب والظاهر لغة، وقد صح عن ابن عباس، والقول الآخر من قبيل الإسرائيليات التي لاتثبت بل تعارض الرواية الصحيحة والله أعلم.
???????????????????????????
{لإيلاف قريش} متعلق بقوله تعالى فليعبدوا، وهو قول الزجاج والفراء، لما في الكلام من معنى الشرط، والمعنى: إن نعم الله عليهم غير محصورة فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة؛ فالإيلاف تعدية الألف مصدر من المبني للمفعول مضاف إلى مفعوله الأول مطلقا ضمن المفعول الثاني الذي هو الرحلة كما قيل به في الإيلاف الثاني.
يقال: ألفت الشيء بالقصر وآلفته بالمد بمعنى: لزمته ودمت عليه وما تركته.
???????????????????????????
{الله الصمد} مبتدأ وخبر، فعل بمعنى مفعول كقبض بمعنى مقبوض، من صمد إليه، من باب نصر، إذا قصده؛ أي هو السيد المصمود إليه في الحوائج المستغني بذاته، وكل ما عداه محتاج إليه في جميع جهاته، فلا صمد في الوجود سوى الله.
فهو مثل زيد الأمير يفيد قصر الجنس على زيد.
فإذا كان هو الصمد فمن انتفت الصمدية عنه لايستحق الألوهية، وتعريفه لعلمهم بصمديته بخلاف أحديته
???????????????????????????
أسلوب البروسوي في التفسير
فسر القرآن كاملا ذاكرا اسم كل سورة وموضع نزولها وعدد آيها.
¥