تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثانياً: أرى الدكتور الفاضل _ وغيره _ فقد تعقَّباني على الجملة الأولى، ولم يتعرضا للبقية، وقالا بأن الشيخ جزاه الله خيراً أمين ... إلخ.

فأقول: أيها الشيخ الفاضل، قولك جمَّلك الله بما أحب:

(قد يفوته بعض الاشياء لا عن قصد او يكون المذكور من توارد الخواطر)

فهنا مسألتان:

الأولى: أن يفوته بعض الشيء.

والسؤال: هل هذا البعض قليل أو كثير؟

الناظر في الكتاب يجد ما ذكرتَه فيه بعدٌ عن الصواب؛ فإنَّ كتاب الشيخ جزاه الله خيراً على خلاف ما تقول (ومن طالع عرف هذا عين المعرفة_ وقد طالعتَ!! _)؛ فإن الكثير من الأقوال والنقول تُسرد سرداً ولا يُشار لأصحابها لا من قريب أو من بعيد! والقلة التي يشير لها الشيخ جزاه الله خيراً أغلبها ساقها ليرد عليها كما فعل بأقوال من تكلم في القصص القرآني في المقدمات، أو ربما يسوق نصاً طويلاً يبلغ الصفحات على مسألة معينة! وهذا قليل _ بَلْه ما في هذا من عدم المنهجية العلمية ما فيه! _.

وأما الثانية: مسألة توارد الخواطر.

فهذا لا ضير في القليل من المسائل.

ولا ضير أن تحتوى على مضمون الفكرة.وقيل: فيه ضير!

ولكن الضير كل الضير أن ينقل النص بحرفيته (والبعض ربما بخطئه) ولا يشار له؟

فأيُّ توارد أفكارٍ هذا الذي يأتي به العقل بالنص الحرفي، ولنصوص كاملة لا كلمة أو كلمتين.

والحكم هنا للقارئ أيها الشيخ الحبيب في المسألة.

ثم إني أسأل أيها الشيخ الحبيب _ نفع الله بكم _:

هذا الفعلُ _ بغض النظر عن فاعله _ يُعَدُّ في عرف المنهجية العلمية ماذا؟

وهل هناك تفريق بين عالمٍ أو حاطب ليل، أو أن النظرة سواء ٌعلى الجميع، كمنهجية في أخلاقيات الباحث؟ (أترك الجواب للقارئ الألمعي ولكل منصف)

وأيضاً: إذا كان كتاب الشيخ كما ذكرتُ، فهل الصواب أن ندافع ونبرر أو نصحح؟

ونقول هذا صواب ويُعدَّل؟ ونعزو أقوال أهل العلم إليهم لنحصِّل البركة؟

فإن كان فالحمد لله، والنصحَ أردتُ (ولا يعلم ما في القلوب إلا الله) وإلا يُبَيَّن خلاف ما ذكرت، ولن يسعف الذَّاب شيئاً من ذلك؛ إذ الحقيقة مرة!

أيضاً: وهل يشفع للباحث أو الكاتب أنْ يكون أميناً وعلى دماثة في الخلق والتعامل ـ لكنه في باب التأليف والتصيف لاتظهر هذه الأخلاق، هل يشفع له ذلك؟

فأين آداب التاليف، وأين حفظ حقوق أفكار العلماء. وأين .. وأين ..

لا أظن عاقلاً يقول بهذا؛ فمن علم وجب عليه العمل بما يعلم. وإلا وقع فيما لا تحمد عقباه، كقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)

وقبل الختام:

لا بد أن نفرق بين الإفادة، وبين السرقات العلمية؟ (ولعل مقاماً آخراً تبين فيه هذه المسألة)

ثالثاً: مسألة إحضار الملحوظات متعبة جداً، إذ هي أمانة فيما اعترضنا عليه وهذا مما يحتاج لبحث وتنقيب لتحقق ذلك الخطأ من عدمه، فقد يكون القصور والخطأ عند القارئ لا عند الكاتب. ولكن حسب هذه الملحوظات أنها تأتي عفواً فمتى ما وقعت جئنا بها وبعضها ذكرناها للشيخ في وقته كما يعلم جزاه الله خيراً.

أما حين يكون الطلب بتتبع الملحوظات، فالأمر يختلف تماماً، وهذا ما هو مشغول فيه الان مقيد هاته الكلمات في كتاب الشيخ (إتقان البرهان) بطلب من الشيخ (فضل) وتلميذه (استاذي د. جمال) ولا زال يتدارس ويناقش.

وإن دلَّ هذا فإنما يدل على تواضع الشيخ وحبه للحق ومتبعته (وكذا استاذي) وإلا فعلم صعلوك أمثالنا لا يقارن بعلم أستاذ جيل كالشيخ فضل؛ ولكنه حب الحق. فجزاه الله خيراً.

ثم مما يجب أن يعلم أنني في تعقيبي لم أصف الشيخ بالطعن في أمانته أو السرقة، ولكن جعلت ما ذكرت مما يعاب على الكتاب من صنيع كاتبه.

وأملك ولله الفضل والمنة الجرأة لمن تبين منه سرقات علمية أن نحذر الناس منه، فهذا ما ندين الله تعالى به ولا نحابي به أحداً ولو كان حبيباً عندنا فمحبة الحق أحب إلينا من محبة الخلق.

ولقد أشرت إلى بعض ذلك ممن لا يتقي الله في المسلمين في ملتقى أهل الحديث المبارك. فلينظر لمن أحب الفائدة.

وأخيراً أختم:

كما ذكر الشيخ الحبيب أن هذا رأيه، ولي رأيي ولكل وجهة هو موَّليها.

والحمد لله الصدر أوسع من صحراء الربع الخالي، والشيخ يعرف معنى (مُحَسَّن)!

ومن طريف ما يقال (كل فتاة بأبيها معجبة) وأُداعب الشيخ لأقول: وهنا يقاس (كل تلميذٍ بشيخه معجب)

غير أني لم أغفل الشكر للشيخ فضل، وأن فيه جهد مشكور ولكن حسب الكتاب شرفاً أن تبين ملحوظاته. وما قول الأصبهاني رحمه الله عن كل كتاب يكتب ببعيد.

جعلنا الله وإياكم من المحبين للحق المتبعين له كرهنا أم رضينا.

هذا ما سنح بالخاطر، واعتذر أيها الشيخ الكريم.

وأنصح أختي الكريمة (باحثة) رزقنا الله وإياها الإخلاص في القول والعمل، ليتك تراجعي يقينك؟

فالله جل شأنه يقول: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال مقيَّدُه محبكم

أبو العالية الجوراني

عفا الله عنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير