تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Mar 2005, 07:26 م]ـ

أخي أبا بيان ـ حفظك الله ـ قد كنت أحسب أنَّ شيخ الطائفة الطوسي (ت: 460) عنده اعتدال لما كان ينقل من أقوال السلف، فتبيَّن لي بتتبع تفسيره خلاف ذلك، بل إنه ينضح بالحقد على الصحابة خصوصًا أبو بكر الصديق، كما تراه يُلصق بأمير المؤمنين عليٍّ من الفضائل ما هو مكذوب، وفضل علي مما لا يحتاج إلى أن يُكذب له، لكن هذه العقيدة (الإمامية) لا تدع أحدًا منهم يقرب من الإنصاف فضلاً عن يتبع الحق، وسأنقل لك بعض نقولات من كتابه تبين لك ما قلت:

أولاً: أورد الطوسي الرافضي (ت: 460) تفسير أهل السنة لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59)، وأن المراد بأولي الأمر: الأمراء أو العلماء، ثمَّ قال: (( ... وروى أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله أنهم الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وسلم، فلذلك أوجب طاعتهم بالإطلاق، كما أوجب طاعة رسوله وطاعة نفسه كذلك.

ولا يجوز إيجاب طاعة أحد مطلقًا إلا من كان معصومًا مأمونًا منه السهو والغلط، وليس ذلك بحاصل في الأمراء والعلماء، وغنما هو واجب في الأئمة الذين دلت الآية على عصمتهم وطهارتهم، فأما من قال: المراد به العلماء فقول بعيد ... )).

ثمَّ قال: (ولذا قال في آية أخرى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: 83)، ولأنه إذا كان قولهم حجة من حيث كانوا معصومين حافظين للشرع جروا مجرى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب)) (التبيان في تفسير القرآن، للطوسي 3: 236 ـ 237).

وظاهر من هذا التفسير أنه أثر من آثار اعتقاد إمامة آل بيت علي رضي الله عنه من نسل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فقط، وأن هؤلاء الأئمة معصومون من الخطأ، ومن ثمَّ فإن اتباعهم بإطلاقٍ شرعٌ ودينٌ.

وكون هذه الآية مخصوصة بأئمة البيت لا دليل عليه، وما استدلَّ به إنما يروج عند أصحابه لا غير، وليس في الآية ما يدلُّ على حملها على هذا المحمل البتة.

ثانيًا: قد كان من آثار هذه العقيدة (الإمامة) عنده أن حمل آيات على أنها فضائل لعلي وآل بيته رضي الله عنهم، وأنها نزلت بشأنهم، وبالمقابل نزع أي فضيلة تخص أبا بكر الصديق رضي الله عنه في الآيات، مع وضوح فضله فيها، وكونها من الظاهر الذي لا يكاد ينكر، لكنهم يحرفون معناها إلى ما يوافق عقيدتهم في الصحابة الكرام، وإليك المثال:

في قوله تعالى: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم) (التوبة: 40)، قال الطوسي الرافضي (ت: 460): (وليس في الآية ما يدل على تفضيل أبي بكر؛ لأن قوله (ثاني اثنين) مجرد الإخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه غيره، وكذلك قوله: (إذ هما في الغار) خبر عن كونهما فيه، وقوله: (إذ يقول لصاحبه) لا مدح فيه أيضًا؛ لأنَّ تسمية الصاحب لا تفيد فضيلة، ألا ترى أن الله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ) (الكهف: 37)، وقد يسمون البهيمة بانها صاحب الإنسان كقول الشاعر:

وصاحبي بازل شمول.

وقد يقول الرجل المسلم لغيره: أرسل إليك صاحبي اليهودي، ولا يدلُّ ذلك على الفضل.

وقوله: (لا تحزن) وإن لم يكن ذمًّا، فليس بمدح، بل هو نهي محضٌ عن الخوف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير