تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الملا علىالقاري [((ذكر الصلاة يوماً)): قال الطيبي: أي أراد أن يذكر فضلها وشرفها (فقال): الفاء للتفسير (من حافظ عليها): أي: ان يقع زيغ في فرائها وسننها وآدابها ودوام عليها ولم يفتر عنها (كانت):أي: صلاته أو محافظته عليها (له نوراً وبرهاناً): تقدم معناهما قاله الطيبي أو نوراً بين يديه مغنياً عن سؤاله عنها، وبرهاناً أي دليلاً على محافظته على سائر الطاعات، فالترتيب الذكري للتدلي، وقال أبن حجر: أي زيادة في نور إيمانه واضحة على كمال عرفانه (ونجاة) أي: ذات نجاة أو جعلت نفسها نجاة مبالغة كرجل عدل (يوم القيامة) لان الصلاة أول ما يسأل عنه من العبادات، وكذلك نور وبرهان ونجاة له في القبر، كما ورد في الأحاديث، فإن من مات فقد قامت قيامته (ومن لم يحافظ عليها):أي: على شرائطها وأركانها، فمن تركها بالكلية فهو أولى بالمحرومية (لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة، وكان يوم القيامة): محشوراً أو محبوساً أو معذباً في الجملة مع (قارون):الذي منعه ماله عن الطاعة (وفرعون وهامان):وزيره الذين حملهما على المعصية (وأبي بن خلف): عدو النبي ( f) الذي قتله النبي ( f) بيده يوم أحد، وهو مشرك، قاله الطيبي، وقال: وفيه تعريض بأن من حافظ عليها كان مع (النبيين والصديقين والشهداء والصالحين] ().

قال الشوكانى [الحديث أخرجه أيضاً الطبراني في ((الكبير)) و ((الوسط)).قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)):رجال أحمد ثقات. وفيه أنه لا انتفاع للمصلي بصلاته إلا إذا كان محافظاً عليها لأنه إذا انتفى كونها نوراً وبرهاناً ونجاة مع عدم المحافظة انتهى نفعها.قوله (وكان يوم القيامة مع قارون) إلخ يدل على ان تركها كفر متبالغ لان هؤلاء المذكورين هم اشد أهل النار عذاباً وعلى تخليد تاركها في النار كتخليد من جعل منهم في العذاب فيكون هذا الحديث مع صلاحتيه للاحتجاج مخصصاً لاحاديث خروج الموحدين وقد ورد من هذا الجنس شيء كثير في السنة ويمكن أن يقال مجرد المعية والمصاحبة لا يدل على الإستمراروالتأبيد لصدق المعنى اللغوي بلبثه معهم مدة لكن لا يخفى أن مقام المبالغة يأبى ذلك) ().

الثالث عشر: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ c قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ( f) فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ قَالَ ثُمَّ تَلَا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ حَتَّى بَلَغَ يَعْمَلُونَ ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ قُلْتُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ] ().

قال ابن القيم [ووجه الأستدلال به انه اخير ان الصلاة من الإسلام بمنزله العمود الذي تقوم عليه الخيمة، فكما تسقط الخيمة بسقوط عمودها، فهكذا يذهب الإسلام بذهاب الصلاة وقد احتج احمد بهذا بعينه] ().

يقول الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) (الست تعلم ان الفسطاط إذا سقط عموده، سقط الفسطاط، ولم تنتفع بالطنب ولا بالأوتاد، وإذا قام عمود الفسطاط انتفعت بالطنب والأوتاد] ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير