عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله ( f) [ إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر] ().
قال الإمام السيوطي [قال الحافظ هو توبيخ لتارك الصلاة والتحذير له من كفر أي سيؤديه ذلك إليه إذا تهاون بالصلاة وقال البيهقي في شعب الإيمان يحتمل أن يكون المراد بهذا الكفر كفراً يبيح الدم لا كفراً يرده إلى ما كان عليه في الإبتداء وقد روي عن النبي ( f) انه جعل إقامتها من أسباب حقن الدم] ().
قال الإمام السندي (قوله ((إن العهد)) أي العمل الذي أخذ الله تعالى عليه العهد والميثاق من المسلمين كيف وقد سبق ان النبي ( f) بايعهم على الصلوات وذلك من عهد الله تعالى ((الذي بينناوبينهم)) تاي الذي فرق بين المسلمين والكافرين ويتميز به هؤلاء عن هؤلاء صورة على الدوام ((الصلاة)) وليس هناك عمل على صفتها في إفادة التمييز بين الطائفتين على الدوام ((قد كفر)) أي صورة و تشبهاً بهم إذا لا يتميز إلا المصلي وقيل يخاف عليه أن يؤديه إلى الكفر وقيل كفر أي أبيح دمه وقيل المراد من تركها جحداً، وقال أحمد تارك الصلاة كافر لظاهر الحديث) ().
قال ملا على القاري ((وعن بريدة قال: قال رسول الله ( f) ( العهد):أي: والميثاق المؤكد بالإيمان (الذي بيننا):أي: معشر المسلمين (وبينهم) الصلاة):قال القاضي: الضمير الغائب للمنافقين شبه الموجب لإبقاءهم وحقن دماءهم بالعهد المقتضى لإبقاء المعاهد والكف عنه، والمعنى ان العمدة في إجراء أحكام الإسلام عليهم تشبههم بالمسلمين في حضور صلاتهم ولزوم جماعتهم وانقيادهم للأحكام الظاهرة، فإذا تركوا ذلك كانوا هم والكفار سواء، وقال النور بشتى: ويؤيد هذا المعنى قوله ( f) لما استؤذن في قتل المنافقين [ألا اني نهيت عن قتل المصلين] (فمن تركها فقد كفر): أي أظهر الكفر وعَمِلَ عَمَلَ أهل الكفر، فإن المنافق نفاقاً إعتقادياً كافر، فلا يقال في حقه كفر] ().
قال المباركفوري [قوله: (العهد الذي بيننا وبينهم)،يعني المنافقين (الصلاة) أي: هو الصلاة، بمعنى أنها الموجبة لحقن دمائهم، كالعهد في حق المعاهدين، (فمن تركها فقد كفر) أي: فإذا تركوها، برئت منهم الذمة، ودخلوا في حكم الكفار فنقاتلهم، كمانقاتل من لا عهد له] ()
قال عبدالعزيز بن محمد بن علي [يقول العراقي في شرح هذا الحديث: الضمير في قوله ((وبينهم)) يعود على الكفار أو المنافقين، معناه بين المسلمين والكافرين والمنافقين ترك الصلاة .... والمراد أنهم ماداموا يصلون فالعهد الذي بينهم وبين المسلمين من حقن الدم باق] ().
وقال أيضاً [ومما قاله المباركفوري في شرح هذا الحديث: والمعنى ان العمدة في إجراء أحكام الإسلام عليهم تشببهم بالمسلمين في حضور صلاتهم، ولزوم جماعتهم وانقيادهم للأحكام الظاهرة، فإذا تركوا ذلك كانوا هم والكفار سواء] ().
وقال أيضا [فجعل رسول الله ( f) الصلاة حداً يميز المسلمين عن غيرهم من الكفار] ().
الثاني عشر: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ( c) عَنْ النَّبِيِّ ( f) أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَال [َ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهَانٌ وَلَا نَجَاةٌ وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ] ()
قال الشنقيطى [وهذا الحديث اوضح دلالة على كفر تارك الصلاة , لان انتفاء النور والبرهان والنجاة والكينونة مع فرعون وهامان وقارون وأبى بن خلف يوم القيامة أوضح دليل علىالكفر كما ترى] ()
قال ابن القيم [رواه امام احمد فى ((مسند)) وابن حبان فى صحيحه , وانما خص هولاء الاربعة بالذكر لانهم من رؤوس الكفر , وفيه نكتة بديعة , وهو ان تارك المحافظة على الصلاة اما ان يشغله ماله ,أو ملكه، او رئاسته ,او تجارته, فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون , ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون , ومن شغله عنها رئاسة وزارة فهو مع هامان , ومن شغله عنها تجارته فهو مع ابي بن خلف] ()
¥