تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الْإِزَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ فَقَالَ وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ قَالَ ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ فَقَالَ لَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي قَالَ خَالِدٌ وَكَمْ مِنْ مُصَلٍ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ قَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍ فَقَالَ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ)) ()

قال عبدالعزيز بن محمد بن علي ((وفي الحديث الآخر قال ( f) ( إني نهيت عن قتل المصلين) (). فجعل النبي ( f) إقامة الصلاة مانعاً من قتل من همَّ الصحابة بقتلهم لما رأوا فيهم من إحتمال كفرهم، ولولم يكونوا مقيمين للصلاة لم يمنع الصحابة من ذلك، كما هو ظاهر الحديثين، ولا يقال هنا أن تارك الصلاة يقتل حداً لا كفراً، بدلالة هذين الحديثين السابقين، فإنهما لا يدلان على ذلك، وإنما يدلان على خلافه، والذي يبين ذلك أن الرسول ( f) قال L

تعلم عقيدتك

يقول ابن تيميه] إن الإيمان و إن كان يتضمن التصديق، وإنما هو الإقرار و الطمأنينة، و ذلك لان التصديق إنما يعرض للخبر فقط، فأما الأمر فليس فيه تصديق من حيث هو أمر، و كلام الله خبر و أمر. فالخبر يستوجب تصديق المخبر، و الأمر يستوجب الانقياد له و الاستسلام، و هو عمل في القلب، جماعه الخضوع و الانقياد للأمر، و إن لم يفعل المأمور به، فإذا قوبل الخبر بالتصديق، و الأمر بالانقياد فقد حصل اصل الإيمان في القلب، و هو الطمأنينة و الإقرار، فان اشتقاقه من الأمن الذي هو القرار و الطمأنينة، و ذلك إنما يحصل إذا استقر في القلب التصديق و الانقياد [.

يقول ابن القيم] و من تأمل الشريعة في مصادرها و مواردها، علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب، و إنها لا تنفع بدونها، و إن أعمال القلوب افرض على العبد من أعمال الجوارح فعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح، و أكثر و أدوم، فهي واجبة في كل وقت [.

يقول عبدالعزيز بن محمد] إن الإيمان المتعلق بالقلب قائم على اصلين: التصديق بالحق و اعتقاده، و محبة هذا الحق و أرادته فالأول اصل القول و الثاني اصل العمل، و إن التصديق بحد ذاته لا يعد إيمانا شرعياً، بل لابد من الانقياد و الخضوع لشريعة الله، و إلا فمن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام إن الكثير من أهل الكتاب و المشركين قديماً و حديثاً يعرفون أن محمداً ( f) رسول الله، و انه صادق، و مع ذلك فهم كفار، لأنهم لم يعلموا بما يوجبه هذا التصديق من الحب (التعظيم و الانقياد و للرسول ? [( f) .

يقول ابن تيميه] من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بان الله فرض عليه الصلاة و الزكاة و الصيام، و الحج و يعيش دهره لا يسجد لله سجدة، و لا يصوم من رمضان، و لا يؤدي لله زكاة، و لا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع و لا يصدر هذا إلا مع نفاق في قلبه و زندقة، ولا مع إيمان صحيح، و لهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع من سجود الكفار، كقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون [.

يقول عبدالعزيز بن محمد] غلط الجهمية الذي زعموا أن الإيمان مجرد معرفة قلبية بالله تعالى: وإن لم يكن هناك قول و ولا عمل، وقد رد بالله أبو عبيد القاسم بن سلام هذا القول، و وصفه بأنه (منسلخ من قول أهل الملل الحنفية، لمعارضتة لكلام الله ورسوله ( f) بالرد والتكذيب & ثم قال- ولو كان أمر الله ودينه على ما يقول هؤلاء ما عرف الإسلام من الجاهلية، ولا فرقت الملل بعضها من بعض، إذا كان يرضى منهم بالدعوى في قلوبهم، غير إظهار الإقرار بما جاءت به النبوة& [.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير