تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويقول أيضاً] غلط عموم المرجئة الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، حتى قال قائلهم (من حصل له حقيقة التصديق، فسواء أتى بالطاعات، أو ارتكب المعاصي، فتصديقه باق على حاله، ولا تغير فيه أصلاً) حيث أن هؤلاء المرجئة لم يفرقوا بين جنس العمل- والذي يعد شرطاً في صحة الإيمان عند أهل السنة - وبين آحاد العمل وأفراده والذي يعد تاركه غير مستكمل للإيمان [.

قال ابن تيمية: (فإن الله لما بعث محمدا رسولا إلى الخلق تصديقه في ما أخبر،وطاعته في ما أمر، ولم يأمرهم حينئذ بالصلوات الخمس،ولا صيام شهر رمضان، ولا حج البيت،ولا حرم الخمر والربا،ونحو ذلك، ولا كان أكثر القرآن قد نزل،فمن صدقه حينئذ في ما نزل من القرآن وأقر بما أمر به من الشهادتين وتوابع ذلك،كان الشخص حينئذ مؤمنا تام الإيمان الذي وجب عليه،وإن كان مثل ذلك الإيمان لو أتى به بعد الهجرة لم يقبل منه،ولو اقتصر عليه لكان كافرا)

شبهات المرجئة

أولاً/ قوله تعالى) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء (.

1. قال لعبد العزيز بن محمد بن علي [أما استدلالهم بقوله تعالى) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (فقد تقرر بالأدلة أن ترك الصلاة كفر وشرك، كما جاء في حديث جابر مرفوعاً) بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة (فيكون ترك الصلاة داخلاً في عموم الآية من جهة الدلالة على أن ذلك مما لا يغفره الله تعالى، وبهذا نصدق بجميع تلك النصوص، ويتحقق إعمالها دون إهمالها (

2. قال الشنقيطي) حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه قال) بايعنا رسول الله ( f) على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله قال: إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان (فدل مجموع الأحاديث المذكورة أن ترك الصلاة كفر بواح عليه من الله برهان (

3. قال محمد بن صالح العثيمين) مثل استدلال بعضهم بقوله تعالى) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فإن معنى قوله تعالى:) ما دون ذلك (ما هو أقل من ذلك وليس معناه ما سوى ذلك، بدليل أن من كذب بما أخبر الله ورسوله، فهو كافر كفراً لا يغفر وليس من ذنبه منه الشرك (

الشبهة الثانية

1. عن عبادة بن صامت t قال سمعت رسول الله ( f) يقول:) خمس صلوات افترضهنَّ الله، من أحسن وضوئهنَّ وصلاهنَّ لوقتهنَّ، وأتم ركوعهنَّ وسجودهنَّ وخشوعهنَّ كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذبه (

2. عن عبادة بن الصامت t قال سمعت رسول الله ( f) يقول:) خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن، ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهنَّ، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة (

جواب الشبهة الثانية

1. قال ابن تيمية) وأجود ما اعتمدوا عليه قوله ( f) ) خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليهنَّ كان له عند الله عهد إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة (قالوا فقد جعل غير المحافظ تحت المشيئة، والكافر لا يكون تحت المشيئة، ولا دلالة في هذا، فإن الوعد بالمحافظة عليها، والمحافظة فعلها في أوقاتها كما أمر، كما قال تعالى) حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (وعدم المحافظة يكون مع فعلها بعد الوقت، كما أخر النبي ( f) صلاة العصر يوم الخندق، فأنزل الله آية الأمر بالمحافظة عليها وعلى غيرها من الصلوات وقد قال تعالى) فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسيلقون غياً (،فقيل لابن مسعود وغيره ما إضاعتها؟ فقال: تأخيرها عن وقتها، فقالوا: ما كنا نظن ذلك إلا تركتها فقال: لو تركوها لكانوا كفاراً (

2. قال محمد بن تصر المروزي:) فمن أتى بذلك كله كاملاً على ما أمر به فهو الذي له العهد عند الله تعالى بأن يدخله الجنة، ومن أتى بهنَّ لم يتركهنَّ، وقد انتقص من حقوقهنَّ شيئاً، فهو الذي لا عهد له عند الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، فهذا بعيد الشبه من الذي يتركها أصلاً لا يصليها (

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير