تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإستأذن شريك فقال المهدي قد جاء من يفصل بيننا

قال: فلما دخل سلم

قال: فرد عليه.

فقال: يا أباعبدالله ما تقول في رجلين إمتريا

فقال: أحدهما:الصلاة من الإيمان وقال الآخر الصلاة من العمل؟

قال: أصاب الذي قال: الصلاة من الإيمان وأخطأ الذي قال الصلاة من العمل.

فقال أبويوسف: من أين قلت ذي؟!

فقال: حدثني أبوإسحاق: عن البراء بن عازب في قوله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) (البقرة:143) قال: صلاتكم نحو بيت المقدس)) ()

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ ( f) كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ فَقَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( f) قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ وَكَانَتْ الْيَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَهْلُ الْكِتَابِ فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْبَيْتِ أَنْكَرُوا ذَلِكَ قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ فِي حَدِيثِهِ هَذَا أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) ()

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ سَمِعَ زُهَيْرًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ cأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( f) صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ وَأَنَّهُ صَلَّى أَوْ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ قَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ( f) قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) ()

عن السدي: لما توجه رسول الله ( f) قبل المسجد الحرام، قال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس، هل تقبل الله منا ومنهم أم لا؟ فأنزل الله جل ثناؤه فيهم (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) قال: صلاتكم قبل بيت المقدس، يقول: إن تلك طاعة وهذه طاعة) ()

عن إبن عباس v في قوله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) يقول: (صلاتكم التي صليتموها من قبل أن تكون القبلة، فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لا تقبل منهم صلاتهم)) ()

قال الإمام الطبري ((فإن قال قائل: وكيف قال الله جل ثناؤه (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) فأضاف الإيمان إلى الأحياء المخاطبين، والقوم مخاطبون بذلك، وغنما كانوا أشفقوا على إخوانهم الذين كانوا ماتوا وهم يصلون نحو بيت المقدس، وفي ذلك من أمرهم أنزلت هذه الآية؟ قيل إن القوم وإن كانوا قد أشفقوا من ذلك فإنهم أيضاً قد كانوا مشفقين من حبوط ثواب صلاتهم التي صلوها إلى بيت المقدس قبل التحويل إلى الكعبة، وظنوا أن عملهم ذلك قد بَطُلَ وذهب ضياعاً، فأنزل الله جل ثناؤه هذه الآية حينئذ فوجه الخطاب بها إلى الأحياء، ودخل فيهم الموتى منهم، لأن من شأن العرب إذا إجتمع في الخبر المخاطب، فيدخل الغائب في الخطاب، فيقولوا لرجل خاطبوه على وجه الخبر عنه وعن آخر غائب غير حاضر: فعلنا بكما، وصنعنا بكما، كهيئة خطابهم لهما وهما حاضران)) ()

قال الحكم بن عيينة: من ترك الصلاة مُتعمداً فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمداً فقد كفر، ومن ترك الحج مُتعمداً فقد كفر، ومن ترك صوم رمضان متعمداً فقد كفر.

وقال سعيد بن جبير: من ترك الصلاة مُتعمداً فقد كفر بالله ومن ترك الزكاة مُتعمداً فقد كفر بالله، ومن ترك صوم رمضان فقد كفر بالله.

وقال الضَّحاك: لا تُرفع الصلاة إلا بالزكاة ((……….

وجاء في الحديث:)) إن أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن تُقُبِّلت منه صلاته، تُقُبِّل منه سائر عمله، وإن رُدَّت عليه صلاته، رُدَّ سائر عمله ((.

فصلاتنا آخر ديننا، وهي أول ما نُسال عنه غداً من أعمالنا يوم القيامة.

فليس بعد ذهاب الصلاة إسلامٌ ولا دينٌ، إذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام، (1) هذا كله كلام أحمد.

والصلاة أول فروض الإسلام،وهي آخر ما يُفْقَد من الدين، فهي أول الإسلام وآخره، فإذا ذهب أوله وآخره فقد ذهب جميعه، وكل شيء ذهب أوله وآخره، فقد ذهب جميعه.

قال الإمام أحمد: كلُّ شيء يذهب آخره فقد ذهب جميعه، فإذا ذهبت صلاة المرء ذهب دينه ((.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير