تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

** ** **وفي الحق إن هذه الطريقة في تكريم العلماء والمصلحين طريقة رائعة، تثري العلم والبحث من جهة، وتكون أثراً حسناً يدل على بلاء هذا العالم في سبيل العلم من جهة أخرى. وأظن أول من فعل هذا الأمر هو الأستاذ أيمن فؤاد السيد وزملائه عندما أشرفوا على إعداد كتاب: (دراسات عربية وإسلامية). مهداة إلى أديب العربية الكبير أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله بمناسبة بلوغه السبعين. وذلك عام 1397هـ، وقد شارك في تحرير بحوث ذلك الكتاب عدد من العلماء والباحثين جزاهم الله خيراً. ثم استمرت هذه السنة الحسنة بعد ذلك، فصدر كتاب (في محراب المعرفة – دراسات مهداة إلى إحسان عباس)، وصدر كتاب مماثل أهديت دراساته للأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد صاحب كتاب (مصادر الشعر الجاهلي)، وغير هذه الكتب، التي اشتملت على البحوث القيمة، والدراسات الماتعة، وخلدت ذكر هؤلاء العلماء والأدباء. وهي أثمن وأبقى من تكريمهم بشهادة تقدير مع أهميتها، أو بجائزة نقدية مع ضرورتها، لبقاء الكتاب، وذهاب المال. وكل هذه الكتب قام بها التلاميذ البَرَرةُ باساتذتهم من أمثال الدكتور جمال أبوحسان وفقه الله، في زمن قل فيه الوفاء، وغاض فيه البِرُّ بالعلماء والمعلمين. كما قال الدكتور جمال في مقدمة الكتاب: (في هذه الدنيا حيف كبير، وأسوأ أنواع الحيف والظلم ذلك الذي يصدر من الهيئات العلمية، أو من أهل العلم وطلابه على الخصوص، ذلك أن هؤلاء مما ينبغي أن يكونوا أبعد الناس عن هذا الظلم لأنهم أكثر من يعرف أوزاره).

والعجيب أن كثيرين يكرمون من أفراد المجتمع، ولكن قل أن ترى بينهم العلماء العاملين الصادقين الذين بذلوا أعمارهم في خدمة العلم، ولا سيما علوم الشرع وما يدور في فلكه، ولذلك قال الدكتور جمال: (ولقد رأيت في هذه الدنيا ناساً كثيرين يكرمون من هيئات وجهات حكومية وأهلية، وعلى مستوى جماعي أو فردي. وفي مقابل هذا رأيت أعلاماً عظاماً يغض الطرف عنهم وعن تكريمهم، ويراد لهم أن يطمس وجودهم في أتون هذه الحياة من غير ضجيج). فجزى الله الدكتور جمال أبو حسان وأمثاله خير الجزاء على هذا العمل الموفق، ونسأل الله أن يبارك لهم في العلم والوقت.

** ** **

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 Mar 2005, 09:36 ص]ـ

جزاك الله خيرا فقد والله ابكتني كلماتك البليغة المؤثرة

واعلم ايها الفاضل اني ما كتبت هذا الكتاب واشرفت على بحوثه الا ابتغاء وجه الله تعالى ولاشير الى الناس ان الوفاء بحمد الله تعالى لم ينقطع في هذه الدنيا

وقد ذكرت في مقدمة الكتاب اني ارغب للباحثين ان تكون هذه من محامد سنن التاليف تكريما لاهل الفضل

مرة اخرى اشكرك على هذا الثناء الذي لا استحقه ولكن الكرماء امثالك يتصرفون بدوافع اخلاقهم

وفقك الله لكل خير

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2005, 09:35 م]ـ

حيَّاكم اللهُ يا دكتور جَمال، وجُهدك مشكورٌ - وفقك الله- في هذا الكتاب وفي غيره، وما شهدنا إلا بما علمنا، ولا غرابة من تحمل النابهين من أمثالك لأمانة العلم، وشكر أهله، ولا سيما في هذا الزمان الذي قلَّ فيه تعظيمُ قَدْرِ العِلْمِ وأَهلِهِ، والله المستعان.

وقد ذكر أهلُ تراجم علماء الأندلس قصةً طريفةً لها صلةٌ بِما تقدَّم - من حقِّ الوفاء للعلماء، وتقديرهم، وأنَّ التقصيرَ في هذا الحقِّ داءٌ قديمٌ - وهي أَنَّ أحد علماء الأندلس وهو عبد الملك بن حبيب السُّلَميُّ المتوفى سنة 238هـ وعمره أربع وستون سنةً، وكان جامعاً لفنون العلم، روى عنه العلماء، وكان ذا صيتٍ بالأندلسِ - سَمِعَ أَنَّ زِرْيابَ (1) المُغَنِّي قدمَ الأَندلسَ في عهده، فاحتفى الناسُ بهِ، وبَذَلَ له الرؤساءُ الأموالَ، حتى بلغَ من ذلك أَنَّه غَنَّى يوماً بين يدي الأميرِ، فَطرِبَ الأميرُ لذلك طرباً شديداً لحُسنِ صوتهِ وعذوبتهِ، فأعطاه ألفَ دينار دفعةً واحدةً، وكان عبدالملك بن حبيب فَقِيْر الحالِ، لا يكادُ يَجِدُ مَنْ يُعينُه على العَيشِ، فقال شاكياً لحاله، وعاتباً على أهل زمانه:

صلاحُ أَمرى والذي أَبْتَغي=سَهْلٌ على الرحْمنِ في قُدرتِهْ

أَلْفٌ مِنْ الحُمْرِ وأَقْلِلْ بِها= لِعالمٍ أَوْفَى على بُغْيَتِهْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير