تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فليس هذا إتيان بمثل القرآن وإنما هذا تقليد للقرآن، وستؤول نتيجة هذا التقليد إلى خنوس تحديكم

فضلا على أن ليس هناك ضير كبير في أن يختلف البشر في بعض الأمور المتعلقة باللغة والبيان وطريقة الكلام.

وإنما الضير كل الضير أن تختلفوا معنا فتزعموا أن مع الإله شريك

أو

ولد

أو

أن تصرفوا العبادة لغير الله

أو

أن تزعموا أن ليس هناك بعث وجزاء

ونحو ذلك من أركان الإيمان والإسلام

فهذه هي القضايا الكبرى التي نحن مختلفون معكم فيها والتي جاء بها القرآن

وهذه هي هي بعينها التي نتحداكم أن تأتوا بكتاب مثل القرآن يثبت خلافها

سموها نظريات أو قواعدا أو أصولا أو أسسا أو ما شئتم

فالمهم أنها أمور يتبناها الناس صغار وكبارا ذكورا وإناثا بيضا وسودا فقراء وأغنياء أفرادا وأمما

يحيون عليها ويستميتون لأجلها.

فنحن نريد منكم نظريات مثلها في قوة الثبوت واتساع التأثير

وفوق هذا فمن حقنا أن نطالبكم أن تثبتوا أنها تنشأ من مصدر علوي كما هو حال القرآن الذي يتكلم من جهة علوية

فهذه الطريقة التي لم تخطر ببال شاعر ولا فصيح ولا منظر مهما بعدت نظراتهم وخصبت خيالاتهم لتدل دلالة أكيدة اختلاف كلام القرآن عن بقية كلام البشر.

ولذا نجد حتى الذين لا يفهمون القرآن كيانهم يهتز لمجرد سماع القرآن،

لا لشيء سوى أن القرآن صادر من جهة علوية

وكم من شخص أسلم بعدما اقشعر جلده من كلمات القرآن ثم لانَ جلده وقلبه إلى ذكر الله

ولذا فالذين تحدوا القرآن فألفوا ما ألفوا عندما نسألهم قائلين:

هل هذا الذي ألفتموه هو من كلامكم أم هو من كلام الله؟

فسيقولون لنا وبكل سذاجة: لا، بل هو من "كلامنا" ولكن إنما أردنا التحدي كما طلبتم منا ..

فسنقول لهم: ها أنتم أول المعترفين بأن تأليفكم إنما هو من كلامكم وليس من كلام الله، بينما الرسول كان ليل نهار ينادي الناس بأن القرآن كلام الله.

فكم هو أمر مثير للسخرية والتهكم بكم أن تتحدوا شيئا وأنتم لا تعلموا وجه التحدي فيه!

فانظروا كيف مكر الله بكم من حيث لم تشعروا

وصدق الله إذ قال (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

فالنتيجة النهائية أن القرآن كلام خالق لا كلام مخلوق

عموما ... يا أيها المؤلفون الجدد اتحدوا كلكم بل واطلبوا مساعدة الجن وتذكروا أننا ننتظركم في كل مكان وزمان

وإن شئتم سنبدأ العد من تاريخ اليوم

بل سنضع لكم فراغا لتكتبوا تأريخ بداية محاولاتكم

(/ /)

فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا

فاتقوا النار

واعلموا أن القرآن كلام خالق الكون، وقد أمركم فيه بأن تؤمنوا بالله وحده لا شريك له فتعبدوه كما أمركم ولا تشركوا معه أحدا

وتؤمنوا باليوم الآخر فالجنة للطائعين والنار للعاصين

وتؤمنوا بالملائكة وكتب الله ورسل الله وبالقدر خيره وشره

ثم تنفذوا ما أمركم الله به في القرآن من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ونحو ذلك

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 Mar 2005, 05:08 ص]ـ

أين التحدي يا أخي في هذه "السور"؟؟ أولئك قوم يهذرون و بالطعام متخمون و من سكرة الخمر يترنحون .. عافانا الله مما هم به مبتلون!

ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[28 Mar 2005, 07:44 ص]ـ

بارك الله في كاتب الموضوع .. و لهذا الموضوع علاقة بموضوع الاخ الفاضل (ابو عبدالمعز) حول الاعجاز في القران و ضرورة ضبط المراد بالاعجاز بتعريف جامع يضع الضوابط و الحدود لهذا المصطلح ..

ـ[أخوكم]ــــــــ[29 Mar 2005, 07:20 ص]ـ

الأخ صاحب الفضل د. هشام عزمي حفظه الله

صدقتَ وبررتَ وابن القيم يؤيدك قائلا:

" ... حتى الذين راموا معارضته كان ما عارضوه من أقوى الأدلة على صدقه فإنهم أتوا بشيء يستحي العقلاء من سماعه ويحكمون بسماجته وقبح ركاكته وخسته فهو كمن أظهر طيبا لم يشم أحد مثل ريحه قط وتحدى الخلائق ملوكهم وسوقتهم بأن يأتوا بذرة طيب مثله، فاستحيى العقلاء وعرفوا عجزهم وجاء الحقمان بعذرة منتنة خبيثة وقالوا قد جئنا بمثل ما جئت به فهل يزيد هذا ما جاء به إلا قوة وبرهانا وعظمة وإجلالا ... "

==========

الأخ كريم السجايا عبد الله حسن حفظه الله

صدقت في التنبيه لأهمية البحث عن ضبط وجه الإعجاز

وجزى الله إخواني في كل مكان خيرا كثيرا كبيرا

ولكن لعلك تلحظ تركيز الكثير من الناس على جانب اللغة في القرآن

وهذا وسع رقعة الفهم الخاطيءعند الناس بأن إعجاز القرآن منحصر في اللغة!

وقد أجبتُ عن هذا الأمر في موضوعي الآنف

ولأن الموضوع موجه لغير المسلمين في المقام الاول، لذا حرصت أن لا أطيل فيه بسرد أقوال الأئمة، أما هنا في الردود فلعل الأمر أهون فدونك قول ابن القيم رحمه الله في هذا الجانب:

" ... وبعضهم قصر الإعجاز على مجرد فصاحته وبلاغته وبعضهم على مخالفة أسلوب نظمه لاساليب نظم الكلام وبعضهم على ما اشتمل عليه من الإخبار بالغيوب إلى غير ذلك من الأقوال القاصرة التي لا تشفي ولا تجدي وإعجازه فوق ذلك ووراء ذلك كله ... "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير