ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[03 Apr 2005, 09:57 م]ـ
العجب كل العجب من سؤالك يا أبا مجاهد. ولا أظن أنه يخفى عليك أن لكل مقام مقال. ألا ترى أن من استعان بالله على أمر جلل، قال: الله المستعان؛ كما ورد ذلك في الآيتين الكريمتين .. وأن من ابتدأ كلامًا قال: وبالله المستعان؟! وكم من فرق بين المقامين!
اقرأ إن شئت هذه العبارات، التي نقلتها لك من مصادرها لعلماء لا يشق لهم غبار في الفصاحة والبلاغة:
1 - (وقيل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. وهذا هو الصحيح- كما سيأتي تقريره في موضعه- وبالله المستعان) (1 تفسير ابن كثير:/10).
2 - (وقد وردت الأحاديث بالوصايا بالجار، فلنذكر منها ما تيسر .. وبالله المستعان) (1 تفسير ابن كثير:/495).
3 - (ذكر الكلام على معناها .. وبالله المستعان وعليه التكلان) (1تفسير ابن كثير:/594).
4 - (ونذكر هنا الأحاديث الواردة في ذلك والآثار .. وبالله المستعان، وعليه التكلان) (تفسير ابن كثير: (2/ 104).
5 - (ولنذكر الآن الأحاديث الواردة في المقام المحمود .. وبالله المستعان) (تفسير ابن كثير:3/ 56).
6 - (ولنذكر ملخص غزوة بني النضير على وجه الاختيار .. وبالله المستعان) (تفسير ابن كثير:4/ 332).
7 - (فهذا الذي قام بحقيقة {إياك نعبد وإياك نستعين} علمًا وحالاً .. وبالله المستعان) (مدارج السالكين:1/ 201).
8 - (فسلكنا هذا السبيل؛ ليكون قولهم مردودًا على كل قول من أقوال الأمة .. وبالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله) (مفتاح دار السعادة:1/ 14).
9 - (وما لم يستحضر هذا المعنى فهو واقف بين يديه بجسمه وقلبه يهيم في أودية الوساوس والخطرات .. وبالله المستعان) (حاشية ابن القيم:1/ 64).
(ويبقى التفاوت بينهم في العلم بذلك، والعلم بطريق حصوله، والتوصل إليه .. وبالله المستعان) (الطب النبوي:1/ 107).
10 - (ونحن نتبع ذلك بذكر فصول نافعة في هديه في الطب الذي تطيب به، ووصفه لغيره، ونبين ما فيه من الحكمة، التي تعجز عقول أكثر الأطباء عن الوصول إليها، وأن نسبة طبهم إليها طب العجائز إلى طبهم، فنقول .. وبالله المستعان) (زاد المعاد:4/ 5).
11 - (فالعاقل إذا علم أن هذا الخبر صادق، علم أن كل ما عارضه فهو كذب، ولم يحتج أن يعرف أعيان الأخبار المعارضة له، ولا وجوهها .. وبالله المستعان) (الصواعق المرسلة:3/ 1086).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Apr 2005, 11:32 م]ـ
ما زال في النفس شيء من هذا الأسلوب، وفرق بين: أستعين بالله، و"بالله المستعان"
فلو بينت لي المراد بالمستعان في هذا التركيب لكنت لك شاكراً. واعذرني على إلحاحي، فما أنا إلا سائل مسترشد.
من خلال معلوماتي المتواضعة في اللغة، أعلم أن المستعان: من يُطلب منه العون. وهو الله عز وجل.
ولو ذكرت وفقك الله - شواهد لغوية من عصر الاحتجاج لكان ذلك أفضل وأقوى حجة. مع تقديرنا لك حفظك الله، ولابن كثير وابن القيم رحمهما الله.
ـ[أخوكم]ــــــــ[04 Apr 2005, 12:55 ص]ـ
وماذا لو قيل بأن أصل خلقة الحيوانات من تراب؟
استدلال بالحديث الذي فيه اقتصاص الحيوانات من بعضها البعض
ثم يقال لها (كوني ترابا)
وكما انطبقت الآيات التالية على الإنسان:
(وجعلنا من الماء كل شيء حي)
(والله خلق كل دابة من ماء)
فكذلك تنطبق على الحيوان
فالإنسان والحيوان مخلوقون من تراب
والإنسان والحيوان يتناسلون من ماء
فلعل هذا الأقرب
والله أعلم بالاصوب
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[04 Apr 2005, 02:49 ص]ـ
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (يوسف:18)
قال الفخر الرازي في تفسير الآية الكريمة: (المعنى: أن إقدامه على الصبر لا يمكن إلا بمعونة الله تعالى؛ لأن الدواعي النفسانية تدعوه إلى إظهار الجزع، وهي قوية .. والدواعي الروحانية تدعوه إلى الصبر والرضا؛ فكأنه وقعت المحاربة بين الصنفين، فما لم تحصل إعانة الله تعالى، لم تحصل الغلبة.
فقوله تعالى {فصير جميل} يجري مجرى قوله: {إياك نعبد}، وقوله: {والله المستعان على ما يصفون} يجري مجرى قوله: {وإياك نستعين} .. ).
وقال السيوطي في الدر المنثور:
أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك الكلمات، التي قالهن موسى حين انفلق البحر؟ قلت: بلى. قال: اللهم لك الحمد، وإليك المتكل، وبك المستغاث، وأنت المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال ابن مسعود: فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي صلى الله عليه وسلم) (الدر المنثور:6/ 299).
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبشير الغفاري: (كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس لرب العالمين مقداره ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا، لا يأتيهم خبر من السماء، ولا يؤمر فيهم بأمر؟ قال بشير: المستعان بالله يا رسول الله!) (الدر المنثور:8/ 443).
وفي الناسخ والمنسوخ للكرمي (1/ 155): (قالوا: سئل الشعبي عن هذه الآية أمنسوخة هي؟ قال: لا، والله! فقيل له: إن الناس لا يعلمون بها، فقال: المستعان بالله).
والآية هي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (النور:58).
¥