تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Apr 2005, 08:46 ص]ـ

قد رجعت انا الى مجلة البصائر التي كانت تصدر في ذلك الوقت في الجزائر واخرجت منها ما يتعلق بالموضوع وتحدثت عن هذه الفتوى في كتابي تفسير ابن عاشور دراسة منهجية ونقدية ولعلي ان شاء الله اذكر في فسحة قادمة خلاصة ما ذكرته هناك

واشكر الدكتور الشهري على غيرته العلمية وارجو ان لا يستمر هذا الملتقى في ذم المتكلمين فليس كل ما عندهم مذموما والحكم الذي ذكره ابوعبد المعز تحت مسمى (سواد الثاني) حكم جائر فهل كل ما جاء به المتكلمون في المسالة المسماة بالصفات خطا انا احسب ان القضية تحتاج الى دراسة علمية غير متعصبة نترك فيها الاشخاص ونتحاور حول ما قالوه

والله تعالى الهادي

ـ[أبو زينب]ــــــــ[05 Apr 2005, 09:08 ص]ـ

الإخوة الأفاضل

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

إليكم ما وقع فعلا في تلك الفترة حول ما يسمى بـ " مسألة التجنيس".

كانت فرنسا ترغب في ضم تونس لها. فشجعت تجنيس التونسيين و أغرتهم بالامتيازات التي سيتمتعون بها إذا فعلوا ذلك.و تصدى التونسيون لهذه الخدعة و لكن أصحاب النفوس الضعيفة اغتروا بالفتات فتجنسوا.و بدأت تطهر أزمة في الأفق إذ أصبح الناس ينفرون من المتجنسين: لا كلام و لا معاملات و لا صلاة بجوارهم و لا دفن في مقابر المسلمين. فعمدت فرنسا إلى الحيلة , إذ أوعزت إلى أحد المترجمين لديها – يدعى بلخوجة – إلى طرح السؤال التالي على المجلس الشرعي: هل تقبل توبة المرتد؟

لم يكن السؤال متعلقا بالتجنيس أبدا. و كان المجلس الشرعي يتألف من 10 أعضاء مناصفة بين المالكية (و على رأسهم الشيخ ابن عاشور) و الحنفية (و على رأسهم الشيخ ابن يوسف). و أصدر المجلس فتواه بالإجماع بجواز قبول توبة المرتد (انظر رسالة ابن أبي زيد القيرواني).

في هذا الظرف استغل بورقيبة تلك الفتوى و كان معروفا أنه داهية و كذاب و كذوب. إذ عمد إلى صحيفة حزبه و نشر ما يشير إلى أن ابن عاشور أفتى بجواز توبة المتجنس. و هذا ما لم يحدث و من عنده نص هذه الفتوى المزعومة فليخرجه لنا.

و رغم ذلك شاع الخبر حتى صدقه عامة الناس بل خاصتهم. و هذا لا يستغرب من ماكر مثل بورقيبة الذي كان لا يترك أي فرصة للتخلص من أي زعيم شعبي (خاصة من الزيتونيين مثل عبد العزيز الثعالبي , فرحات حشاد , الفاضل بن عاشور ... ).

و كانت فتنة عظيمة خاصة لطلبة الزيتونة.إذ أشاع بورقيبة وأتباعه أن الطلبة الزيتونيين قد تجنسوا.مما جعل الأولياء ينزعون ثياب أبناءهم ليتأكدوا من عدم حملهم الصليب على صدورهم. بل ذهب الأمر إلى قتل الأخ أخاه.

و لم يكن ابن عاشور من علماء السلاطين الذين يلهثون وراء المناصب بل يشهد له التاريخ موقفا بطوليا حين أراد بورقيبة سنة 1961 فرض إفطار رمضان بدعوى زيادة الإنتاج. فطلب من ابن عاشور أن يذيع فتوى تبيح الإفطار. فما كان من الشيخ بعد أن تلى قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ... " إلا أن أضاف " صدق الله و كذب بورقيبة ".

هذا ما ذكره لي بالأمس أحد الباقين على قيد الحياة من العلماء الزيتونيين و الذين عاصروا تلك الأحداث. و قد حز في نفسه أن يتهم العلماء الأفاضل بتهم زائفة لا دليل فيها و لا برهان إلا أقوال الصحافة وهو يتحدى أي إنسان أن يمده بنص هذه الفتوى المكذوبة.

وكما ذكرت أنت يا أخي أبا عبد المعز – حفظك الله – " الحق أحب إلينا ". و ما ذكرتُه هنا ليس دفاعا عن ابن عاشور بقدر ما هو دفاع عن الإسلام و أتباعه حتى يتبين الحق.و أشكر الأخ الكريم عبد الرحمن – رعاه الله – على تعليقه الطيب و المناسب. و أخيرا أضم صوتي إلى أخينا جمال أبو حسان – جمل الله صورته و حسن منطقه – فليس الأشاعرة من الكفار أو المنافقين حتى ينعتوا بذوي الوجهين.

وفقنا الله إلى ما فيه صلاحنا و أعاننا على اتباع هديه.

ـ[ابن الشجري]ــــــــ[05 Apr 2005, 05:29 م]ـ

صدق الله وكذب بورقيبه

أبورقيبه فلا امتدت له رقبه ... لأنه لم يتق الله يوما ولارقبه

رحمك الله يابن عاشور ورحم ابن باديس والابراهيمي، فمازالت كتبكم بين الناس، تسير بها الركبان، وتسامرها أعين أهل القرآن.

وقد أجدتم يامعاشر الإخوة في كثير مما كتبتم، وإن كان قد برق أمام ناظري دعاوى لا أحبذ ذكرها تناسيا لها، وخوفا من إثارتها في هذا الملتقى، فإن أردتم الوقوف عند هذا الحد بعد أن كشف لنا الكاتب الكريم، الشبهة التي أحاطت بالأمر فهذا ما أحب، وإن أردتم المواصلة فإني أرى خلل الرماد وميض نار، أدعو الله أن يخمد شررها.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2005, 01:22 ص]ـ

بارك الله فيكم جميعاً. والأمر الذي قصده الأستاذ الجليل أبو عبدالمعز ليس أكثر مما ذكره في رأس مشاركته، لكي يؤكد بارك الله فيه على أن الكمال عزيز، وأن النقص ملازم للبشر، وإلا فمقام ابن عاشور رحمه الله رفيع، وعلمه نافع للجميع. وكل من كتب تعقيباً في هذه المشاركة - ما خلا صاحبك - صاحب عقلٍ واعٍ، وذهنٍ حاضرٍ، وبُعْدِ نظر فيما يأتي ويذر من مسائل، وصدق وإخلاص إن شاء الله. فلا تخش يا ابن الشجري ضِرام النار، كما خشي نصر بن سيار (1)، وأتفق معك في الاكتفاء بهذا في هذه المسألة فقد وضحت ولله الحمد، فمن زاد أو استزاد فالله يغفر له ويوفقه، وليعذرنا.


(1) هو نصر بن سيار بن رافع الكناني، تولى خراسان عام 120هـ، وكان من دهاة الرجال، وأهل الشجاعة والبأس، بدأت الدعوة العباسية في عهده تقوى، فراسل خلفاء الأمويين يحذرهم، ومن قوله في ذلك قصيدته السائرة التي ضمن منها الأستاذ ابن الشجري قوله (أرى خلل الرماد وميض نار) وهي قوله:

أرى خلل الرماد وميض جمرٍ= ويوشك أن يكون له ضرامُ
فإنّ النار بالعودين تذكى= وإن الحرب مبدؤهاُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا= مشمّرة يشيب لها الغلامُ
وقلت من التعجب ليت شعري= أأيقاظٌ أميّة أم نيام؟!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير